تساؤلات حائرة وتوقعات مفزعة ،ارتبطت بأنباء الانفجارات المتوالية بمفاعلات "فوكوشيما " النووية ،منذ وقوع زلزال اليابان العنيف فى 11مارس /آذار 2011، عن مكونات المحطة المتشعبة ،وهل ستلقى مصير "تشيرنوبل " والى أى مدى قد تتكرر الكارثة فى أحزمة زلزالية أخرى مثل حزام مفاعل ديمونة ؟. وتجددت التساؤلات والتخوفات مع وقوع زلزال جديد بقوة 7.4 درجات على مقياس ريختر، الخميس 7 أبريل/نيسان، قبالة ساحل شمال شرق اليابان ، على بعد 118 كيلو متراً شمال محطة فوكوشيما النووية. فيما حذرت السلطات اليابانية من خطر تكرار حدوث "تسونامي"،قد يزيد ارتفاع موجاته أكثر من متر، داعيةً الناس في منطقة الخطر إلى إخلاء منازلهم والتحرك نحو المناطق المرتفعة. مجمع"فوكوشيما"النووى تقع محطة توليد الطاقة الكهربائية النووية الرئيسية "فوكوشيما دايتشي" في بلدة توكوما بمقاطعة فوكوشيما اليابانية شرقي البلاد.وقد بدأ انشاؤها عام 1966 ،وتم استلامها فى 26 مارس/آذار 1971. وتتكون المحطة من مجمع يتألف من ستة مفاعلات نووية تعمل بالماء الخفيف وتولد طاقة كهربائية يصل مقدارها 4.7 ميجاوات، الأمر الذي يجعلها من أكبر 25 منتجاً للطاقة الكهربائية في العالم. وقامت شركة أمريكية شهيرة ببناء أول مفاعل في المجمع عام 1967، ثم تولت بناء المفاعلاين رقمى 2 و6 ، بينما قامت شركة يابانية ذائعة الصيت ببناء المفاعلين رقمى 3 و5، أما المفاعل رقم 4 ، فقامت ببنائه شركة يابانية اخرى. ويعد مفاعل "فوكوشيما 1 " أول محطة نووية يتم تشغيلها بالكامل من شركة طوكيو للطاقة الكهربائية. وتقع محطة فوكوشيما النووية الثانية لتوليد الطاقة أو باليابانية: "فوكوشيما دايني" في بلدة توميوكا و نارها في منطقة فوتابا من فوكوشيما ، على بعد (7.1 ميل) شمال البلاد ، وتقوم بتشغيلها أيضا شركة طوكيو للطاقة الكهربائية. وفي يناير/كانون الثانى 1989، كسرت شفرة بمراوح التبريد لإحدى مضخات تبريد المفاعل 3 ،فتم اغلاق المفاعل لفترة طويلة فى واحدة من أخطر حوادث المحطة . زلزال اليابان العنيف وفي 11 مارس/آذار2011 تعرضت اليابان لهزة أرضية بقياس نحو9درجات على مقياس ريختر، رجت أركان مجمع فوكوشيما. و تقع بؤرة الزلزال 373 كم شمال شرق العاصمة طوكيو و130 كم شرق مدينة سنداي ونجم عنه موجات تسونامي في المحيط الهادي وتدمير مطار سنداي وتسجيل أعلى نسبة خسائر في الممتلكات وتدمير للبنيه التحتية و بالمحطات النفطية و النووية . ويعتبر أعنف الزلزال في تاريخ اليابان منذ بدء توثيق سجلات الزلازل قبل 140 عاما. وسبقه بيومين زلزال هونشو في الموقع ذاته تقريبا وبقوة 7.9 ريختر. وبلغت حصيلة الضحايا المسجلة رسميا ستة آلاف قتيل مع الإشارة إلى اعلان الحكومة اليابانية إنقاذ 15 ألف شخص. وتوقفت المفاعلات 1 و2 و3 عن العمل أوتوماتيكيا بفضل نظام الطوارئ في المحطة، بينما كانت المفاعلات 4 و5 و6 متوقفة عن العمل أصلا لاجراء الفحص الدوري والصيانة. وفي أعقاب تسونامي سينداي ، أعلنت الحكومة اليابانية "حالة الطوارئ للطاقة الذرية". وقام المسئولون عن المفاعلات بإغراق قلوبها بمياه البحر لمنع وقود اليورانيوم المشع من الانصهار والتسرب. ورغم تراجع الحرارة التي ينتجها الوقود بدرجة كبيرة تصل إلى أكثر من 90%، فإن الانفجارات توالت بالمفاعلات، مما عرض المنطقة المحيطة بالمفاعلات لخطر داهم.