لسنا في حاجة الي الأخطبوط الألماني ليقول لنا ماذا حدث للتليفزيون المصري أثناء الحوادث الكبري في ميدان التحرير وفي العواصم المصرية!!. قد لاحظنا ان التليفزيون المصري هزيل تماما, وانهم تركوا الميكروفونات لمذيعين يا ولداه يقولون كل ما حفظوه في المدرسة عن مصر أمنا ومصر دمنا والفساد أبونا والفساد هو الذي زلزل الأرض. والثورة هي البركان الهادئ الذي أسقط كل شيء في لحظات.. وحقق للثوار أكثر مما كانوا يتمنون أو يحلمون. وفي الوقت نفسه كانت القنوات العربية تنتقل في حرية وفي أداء عجيب في ميدان التحرير وفي كل العواصم المصرية. بينما التليفزيون عنده كاميرا واحدة جامدة والصورة أمامها صامدة متكررة طول الليل والنهار. أما السبب فهو النقص الكبير في الاجهزة الفنية. وأهم من ذلك ان التليفزيون ليس له رأي.. عنده أطراف ولا يوجد مخ.. لأن وزير الإعلام لا هو وزير ولا عنده إعلام, ولا يستطيع وزير الإعلام أن يواجه الصحفيين المصريين أو الاجانب ليقول شيئا, فليست عنده معلومات, ولأنه عنده اتصالات.. او ما لم يقل له الرئيس فلن يقول ولكن الرئيس فوجئ بأنه ورجاله هم أهداف الثوار.. وهكذا بقي التليفزيون وحده بلا أدوات ولا معلومات. فليس غريبا أن يتحول المشاهد الي الفضائيات الافضل والأقوي والاكثر حرية وشجاعة, وقد قرأت للأستاذ عبد اللطيف المناوي أنه كان من الواجب أن يسأل أربع جهات رسمية ليقول لهم: أعمل إيه ؟ أذيع أيه؟!. وقد عمل وأذاع ما استطاع والذي استطاعه كان قليلا جيدا ولا لوم عليه!. *نقلا عن صحيفة الاهرام