صرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف, اليوم الجمعة, بأن الولاياتالمتحدة فشلت في تشكيل تحالف عالمي ضد روسيا. وقال لافروف في كلمة ألقاها أمام أساتذة وطلبة الأكاديمية الدبلوماسية الروسية في موسكو, إن "واشنطن لم تتمكن من تشكيل تحالف عالمي ضد روسيا, بغض النظر عن الحملة الواسعة وغير المسبوقة", مضيفا أن "حوارا مبنيا على الاحترام المتبادل حول العديد من مجالات التعاون تجريه روسيا مع أكبر عدد من دول العالم, بما فيها مع دول كثيرة في أوروبا".. وفقا لما أفادت به وكالة أنباء سبوتنيك الروسية. وأشار لافروف إلى أن روسيا لا ترفض التعاون مع الغرب, ولكن الضغوط الخارجية لن تجبرها على إعادة النظر في مسارها. وتابع قائلا: " نرى أن موقفا متناقضا للغاية من زملائنا الغربيين يعرقل تعزيز الجهود الجماعية للوصول إلى إجابات وافية على التحديات العالمية, إذ يحاولون, من جهة,عزل روسيا ومعاقبتها على سياستها الخارجية المستقلة, ودفاعها عن مواطنيها والذي يمثل التزاما عاما تأخذه على عاتقها كأي دولة تحترم نفسها. ومن جهة أخرى, تبدو العديد من الدول رغبة في التعاون معى روسيا بشأن القضايا الرئيسية الدولية, ومنها البرنامج النووي الإيراني, والتسوية العربية الإسرائيلية , ومكافحة الإرهاب الدولي, مدركين تماما أنه بدون المشاركة النشطة من موسكو, يستحيل التوصل إلى حلول دائمة للمشكلات الراهنة". ولفت وزير الخارجية الروسي إلى أن الغرب واصل سياسته الرامية إلى فرض السيطرة على مزيد من الفضاء الجيوسياسي ونقل "خطوط الفصل" شرقا رغم طرح موسكو مبادرات كثيرة تتعلق بإقامة فضاء موحد للأمن والاستقرار في منطقة أوروبا والمحيط الأطلسي وتوقيع اتفاقية حول الأمن الأوروبي وذكر لافروف بأن استراتيجية الأمن القومي الأمريكية المعدلة تفصح عن سعي واشنطن لفرض هيمنتها على العالم والاستعداد لاستخدام القوة العسكرية لتحقيق المصالح الأمريكية. وقال إن الولاياتالمتحدة وغيرها مما يعرف بالغرب تاريخيا تجاهلت القواعد الأساسية للقانون الدولي واستخدمت معايير مزدوجة على نطاق واسع, مشيرا إلى أن شعوب يوجوسلافيا السابقة والعراق وليبيا وسوريا, وأوكرانيا اليوم استشعرت انعكاسات تدخل الغرب في شؤونها الداخلية. وأعلن لافروف أن رفض الولاياتالمتحدة للحوار مع دمشق حول مواجهة تنظيم داعش يخلق الانطباع بأن الضربات الجوية في سوريا قد لا تقتصر في المستقبل على الإرهابيين. وشدد لافروف على أن انتشار التطرف والإرهاب في الشرق الأوسط جاء نتيجة لتدهور مؤسسات الدولة في عدد من بلدان المنطقة والتدخل الخارجي في شؤون هذه الدول ومحاولات "تصدير الديمقراطية" وفرض قيم غريبة وطرق غريبة للتغيير. وأضاف أن موسكو دعت إلى عدم "تسليم" عمليات "الربيع العربي" للإسلاميين والسعي إلى تسوية الخلافات من خلال الطرق السياسية الدبلوماسية حصرا. ولدى تطرقه إلى موضوع أوكرانيا أوضح وزير الخارجية الروسي أنه بغض النظر عن التصريحات السلمية للرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو, إلا أن حزب الحرب, الذي يمثله أعضاء في القيادة الأوكرانية, يهيمن في كييف, بدعم كبير من الخارج. ولفت لافروف مع ذلك إلى إنه "تم تحقيق تقدم في عملية سحب الأسلحة الثقيلة في شرق أوكرانيا,حيث وردت اليوم أخبار سارة بهذا الخصوص. من الضروري تثبيت هذا التقدم عبر دعم أكثر فعالية من قبل بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا". وشدد الوزير الروسي, على أنه "يجب على كييف الحفاظ على صفة عدم الانحياز من أجل عدم السماح بتفكك أوكرانيا, وتعزيز أجواء الثقة والاستقرار في منطقة أوروبا والأطلسي". يذكر أن الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الاوروبى يتهمون روسيا بدعم الانفصاليين فى شرق أوكرانيا حيث تقدم روسيا لهم الجنود والاسلحة لمساعدتهم فى حربهم على الجيش الأوكرانى مما جعل واشنطن وبروكسل يوقعان عقوبات على روسيا .