الخبر الذي يشغل الأوساط السياسية والإعلامية والاجتماعية في باريس هذه الأيام، خبر من نوع خاص، إذ لا يتناول اوضاع فرنسا الداخلية ومشاكلها الاجتماعية والاقتصادية، ولا سياستها الخارجية. الخبر يلخصه السؤال التالي: هل ستنفصل سيسيليا ساركوزي عقيلة رئيس الجمهورية عن زوجها الرئيس؟ ومتى ستعلن انفصالها عنه؟ الشائعات في العاصمة الفرنسية تقول إن إعلان الانفصال سيتم في نهاية الأسبوع. وهذه الشائعات استفحلت الى درجة أن أحد الصحافيين الفرنسيين سأل الناطق باسم القصر الرئاسي ديفيد مارتينون عن صحة الخبر وكما هو متوقع، لم يجب مارتينون على السؤال وقال: «أنتم لا تنتظرون مني بطبيعة الحال أن أعلق على هذا النوع من الشائعات، إذ أنني لم أعتد التعليق على الشائعات المتداولة في صالات التحرير، وبالطبع لن أعلق خصوصا على هذه الشائعة». وفي الأيام الأخيرة تزايدت هذه الشائعات قوة وتواترا. فالرئيس ساركوزي زار بلغاريا وحده، من دون سيسيليا، علما بأن السيدة الفرنسية الأولى هي من ساعد في أخراج الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني من السجون الليبية في شهر يوليو (تموز) الماضي. وكانت السلطات البلغارية تخطط لمنحها أعلى أوسمة التكريم اعترافا بالدور الذي لعبته وعمد ساركوزي الى تبرير غيابها بالقول إن التعليقات التي أطلقت في فرنسا بشأن ما قامت به في ليبيا «أساءت اليها»، وبالتالي قررت عدم القيام بالزيارة. ولا يتوقف الأمر عند حدود غيابها عن رحلة بلغاريا، فقد علم في باريس أنها لن تشارك في برنامج تلفزيوني يوم غد الأحد، مخصص لوزيرة العدل رشيدة داتي المقربة منها ومن زوجها. وكان مقررا في الأصل أن تشارك الى جانب زوجها في البرنامج المذكور، بسبب علاقة الصداقة القوية التي تربط كليهما بوزيرة العدل. ومرة أخرى، طلب من مارتينون أن يفسر هذا التغير المفاجئ، وقال الناطق الرئاسي إن «السيد والسيدة ساركوزي قررا معا أنه لن تكون هناك سوى شهادة واحدة» أي تلك التي سيقولها الرئيس الفرنسي، وأنه «من غير المفيد زيادة شهادة ثانية عليها».