الطريق إلى شفشاون بالتواءاتها ومنعرجاتها الصعبة وسط سلسلة جبال الريف في شمال المغرب تجعل من السفر متعة أفضل من التجول في المدينة نفسها التي استطاعت أن توقع بجمالها الفتان ضحايا لطبيعتها الهادئة ومناخها العليل. ولكن حسب تصريحات عدد من العاملين في القطاع السياحي فان هذه المدينة الجبلية الصغيرة التي تبعد 239 كيلومتر الى الشمال من الرباط استطاعت أيضا أن تجلب نوعا خاصا من السياح الباحثين بأي ثمن عن تدخين لفافة من الحشيش حيث تنشط زراعة وترويج نبات القنب الهندي المخدر في المنطقة. وذكر صاحب احد الفنادق ان هذه الظاهرة معروفة في المدينة والمناطق المحيطة بها والسياح يفضلون حشيش المنطقة لقربه من المصدر ,وهو يقصد مزارع القنب الهندي التي يعمل بها عدد من سكان المنطقة غير أنه أضاف ان ما يروجه الباعة لبعض السياح غالبا ما يكون بعيدا عن الفنادق المصنفة نظرا لاشتداد المراقبة في السنوات الاخيرة وان ترويج المخدرات للسياح يتم في الفنادق الرخيصة غير المصنفة وفي الجبال المحيطة بالمدينة رغم جهود الدولة لمحاربته حيث تنشط السياحة الريفية. وقد صرح مكتب الجريمة والمخدرات التابع للامم المتحدة ان مساحة القنب الهندي المزروعة في المغرب انخفضت العام الماضي الى نحو 70 ألف هكتار من 130 الف هكتار في عام 2003 ، وقدر المكتب عائدات المحصول بمليارات الدولارات اذ يدر على المزارعين البسطاء في شمال المغرب نحو 214 مليون دولار في حين يكسب المتاجرون في اوروبا منه 12 مليار دولار. ويكاد يجمع عدد من العاملين في قطاع السياحة بالمدينة على أن هناك نوعين من السياح الوافدين عليها الاول صنف يبحث عن تدخين الحشيش الجيد وهم في الغالب يفضلون الفنادق الرخيصة لادخار ثمن الحشيش وصنف اخر أغلبه من الفنانين الاجانب والمغاربة يفضلون الركون في أحضان المدينة الهادئة، ويؤكدون أن السياحة انتعشت في المدينة بفضل الحشيش. ويزور المدينة أكثر من 60 ألف سائح سنويا على رأسهم الاسبان والبرتغاليون والفرنسيون والانجليز واليابانيون.