يرى الخبراء أن المظاهرات سلوك جماعي يتم في أماكن مفتوحة، وهو سلوك قابل للانتشار، وتتعدد أهدافه ليشمل الاحتجاج أو التأييد أو التعبير عن الفرح بالفوز أو استنكار الهزيمة، مشيرين إلى أن وسائل الاتصال الحديثة والفضائيات ساهمت في تسهيل محاكاة وتقليد المظاهرات. ووسط هذا الخضم ظهرت استراتيجية استنساخ المظاهرات، وهي استراتيجية تتكرر ملامحها من موقع لآخر ومن بلد لأخرى بنفس السيناريو، وتهدف إلى استغلال نقاط الضعف في بعض الدول لاغتنام مكاسب سياسية أو اقتصادية أو شخصية. وتكسب المظاهرات المتظاهرين اتحادا نفسيا مؤقتا وروحا جماعية في التصرف، ويدعم ذلك انضمام فئات مختلفة من الناس متنوعة الاهتمامات والطموحات والمزاجات والرؤى وجميعهم يشترك في رغبتهم فى ممارسة التجربة والمشاركة الجماعية. ويشير الخبراء إلى أن للتظاهر ثقافة تكسبه وجهها ملمحا حضاريا، وتتمثل هذه الثقافة في تثقيف الطلبة والشباب على آداب الحوار، وحرية التعبير، وتوفير أماكن مفتوحة تخصص للتظاهر، وتنظم مواعيدها بما لا يتعارض مع ساعات العمل الرسمية وألا يتم خلال فترة التظاهر تعطيل مصالح المواطنين، إلى جانب أهمية رعاية قادة التظاهرات ثقافيا لإعدادهم كقادة وطنيين في المستقبل. وقال الدكتور مجدى بدران الطبيب المصرى واستشاري الأطفال وعضو الجمعية المصرية للحساسية وزميل معهد الطفولة وجامعة عين شمس إنه تأكد من الناحية الطبية أن المظاهرات تسبب نوعا من الاسترخاء النفسي، حيث تحدث انبساطا لدى المتظاهرين وهو شعور ينتابهم في ظل غياب ملوثات البيئة مثل السيارات والسفر الخيالي لعالم جديد، والتحرر من القيود الاجتماعية فلا قوانين ولا حرج في التعبير أو النقد أو الهجوم على أشخاص يصعب التهجم عليهم قبل التظاهر. وأضاف أنه من هذا المنطلق فإن الأفراد يجب عليهم الخروج من وقت لآخر للأماكن المفتوحة لأنها أقل تلوثا، والصلاة في الهواء الطلق، والتنزه في الحدائق العامة، والجلوس على الأرض أو بجوار نهر أو بحر، لأثر ذلك الإيجابي في تهدئة النفس، وتفريغ الشحنات السلبية الضارة من الجسم.