قال فضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية أن المخرج الذي يعول عليه لتوحيد الأمة الإسلامية في الوقت الراهن يتمثل في الاهتمام بالتعليم والبحث العلمي, داعيا الى المحافظة على النمط الوسطى للاسلام, ونقل هذا الاعتدال والوسطية الى الشباب فى الجامعات ومراكز البحث العلمى . وأضاف الدكتور علي جمعة إن الحضارة الغربية قضت على مشروع الوحدة قبل أكثر من قرنين بعد أن اغتال نابليون بونابرت عند غزو مصر 1500 عالم من رواد النهضة الإسلامية بالأزهر الشريف وانسحابه من مصر بعد تحقيق أهدافه الحقيقية بإبادة النهضة والحضارة الإسلامية, واعتبر أن السودان مؤهل لأن تنبثق منه وحدة الأمة لريادته التي تجعله نموذجا للنهضة . جاء ذلك فى المحاضرة التي قدمها فضيلة المفتي اليوم بجامعة إفريقيا العالمية بالخرطوم بعنوان "الوحدة بين الشريعة الإسلامية والواقع" . وأوضح أنه يجب التأكيد على منهج وسطية الاسلام فى هذا الظرف الذى تواجهه الامة الاسلامية, وأكد سعي دار الإفتاء المصرية الدءوب نحو التواصل والتنسيق وتوطيد التعاون بين الأشقاء من علماء الأمة ورموزها على المستوى الديني والثقافي والأكاديمي ومؤسساتها الدينية من أجل توحيد الجهود والرؤى لإظهار الصورة الحقيقية السمحة والوسطية للإسلام في الداخل والخارج . وأشار الى أن علماء الإسلام في القرون السابقة أقروا بأهمية اللغة العربية باعتبارها الهوية وعنصر التواصل بالإضافة الى اهتمامهم بالتوثيق والقيم الأخلاقية لنهضة الأمة ووحدتها. وأضاف أن الصدام الحضاري بين الغرب والإسلام يواجه بالمعرفة والبحث العلمي وكسر دائرة الفقر والجهل والمرض داعيا الأمة الى الاهتمام بالصحة والتكافل الاجتماعي ومحو الأمية . ويزور الدكتور على جمعة السودان منذ الاثنين الماضى, وسيلقى غدا خطبة الجمعة بمسجد الشهيد بالمقرن بالعاصمة السودانية.