أكد المهندس عمرو عسل رئيس الهيئة العامة للتنمية الصناعية ضرورة توجيه رؤوس الاموال العربية المستثمره فى الخارج لأسواق الدول العربية بعد ما شهدته من خسائر فى ظل الازمة الاقتصادية العالمية الاخيرة خاصة أن معظم الدول لازالت تحقق نسب نمو ايجابية على عكس أوضاع العديد من دول العالم. وأضاف عمرو عسل أن ذلك هو ما تم التوصية عليه فى القمة الاقتصادية بالكويت وتسعى مصر لتحقيقه من خلال العديد من المبادرات لتشجيع الاستثمارات العربية المشتركة وآخرها مبادرة وزارة التجارة والصناعة المصرية لتنظيم لقاء ضم 28 من كبار رجال الأعمال العرب تبلغ استثماراتهم 500 مليار دولار لبحث كيفية وضع الآليات التنفيذية لإذالة المعوقات التى تواجه هذه الاستثمارات لعودتها للدول العربية وهو ما سيتم إدراجه على أجندة القمة الاقتصادية التى ستعقد نهاية الشهر الحالى فى شرم الشيخ . جاء ذلك خلال افتتاح عسل اليوم لأعمال الدورة التدريبية الثانية الخاصة بالتخطيط والترويج والادارة للمناطق الصناعية والتى يتم تنظيمها بالتعاون بين الهيئة والمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين لتبادل الخبرات ودعم جهود التكامل الصناعى العربى مع التركيز على تنمية مهارات الكوادر البشرية العاملة فى القطاع الصناعى فى الدول العربية. وأشار عسل إلى أن تنظيم هذا البرنامج للمرة الثانية يأتى فى ظل اتجاه عدد كبير من الدول العربية نحو إنشاء كيانات وهيئات حكومية تختص بشكل أساسى بالتخطيط والترويج للمناطق الصناعية وتشجيع القطاع الخاص للاستثمار فى إنشائها بنظام المشاركة فى الدول العربية والقطاع الخاص المتعارف عليه بالمطور الصناعى، خاصة أن بعض الدول العربية بدأت العمل بهذا النظام لما له من مردود إيجابى على جذب الاستثمارات العالمية. وأشاد عسل بجهود المنظمة العربية لإنشاء الاتحاد العربى لتنمية الصادرات الصناعية والذى وقعت الهيئة على لائحته الاساسية كعضو مؤسس في 28 سبتمبر الماضى بهدف الارتقاء بالصناعة العربية من خلال تشجيع إقامة مشروعات صناعية وتجارية مشتركة وتنمية وتطوير قدرات الكوادر البشرية العربية فى قطاعات الصناعة والتصدير. وأوضح أنه فى اطار جهود الهيئة لدعم الاتحاد قامت 5 شركات بالتوقيع على وثيقة الانضام للاتحاد فى شهر نوفمبر الماضى وينضم اليوم 5 مؤسسات وشركات مصرية أخري كأعضاء عاملين مؤسسين للاتحاد وهم مجلسي تصدير الصناعات الغذائية والكيماوية والاسمدة بالاضافة للشركة المصرية للصلب وشركتى الزهار والوطنية لمنتجات الذرة. من جانبه أكد المهندس صالح الجغداف مدير المكتب الاقليمى للمنظمة في القاهرة فى الكلمة التى ألقاها نيابة عن المهندس محمد بن يوسف مدير عام المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين أن هذه الندوة تأتى تلبية لطلب عديد من الجهات العربية المعنية بالتخطيط والترويج وإدارة المناطق الصناعية خاصة أنها من الدورات الهامة التى تعقد فى إطار تنمية الموارد البشرية ومن منطلق الاهداف المشتركة للهيئة مع المنظمة لرفع مهارات وقدرات الكوادر العاملة فى القطاع الصناعى والاستفادة من تبادل الخبرات العربية لدفع عجلة التنمية الصناعية العربية للأمام. وطالب الجغداف بضرورة ضخ استثمارات جديدة فى المنطقة العربية تساهم فى دعم الصناعات التحويلية من خلال التوسع فى إقامة المناطق الصناعية الجاذبة للمستثمرين خاصة أن قيمة الناتج المحلى لقطاع الصناعة فى البلاد العربية بشقيه الاستخراجى والتحويلى لعام 2009 بلغ حوالى 690 مليار دولار ونسبة مساهمة القطاع الصناعى فى الناتج المحلى الاجمالى للدول العربية فى نفس العام حوالى6,40%. كما أن قيمة ناتج الصناعات التحويلية للدول العربية حوالي 8,172 مليار دولار أمريكى عن نفس العام وبنسبة مساهمة 2,10% من الناتج المحلى الاجمالى وهى نسبة متدنية اذا ما قورنت ببعض الدول والمناطق الاخرى مثل دول منطقة اليورو والتى تقدر بحوالى 18% وكوريا الجنوبية التى تقدر بحوالى 28% والهند 16%. وأشار إلى أن المناطق الصناعية تقدم مزايا وحوافز للاستثمار تتمثل فى توفير الاراضى الصناعية بقيمة إيجارية مناسبة وتخلق فرص استثمارية فى مجالات صناعية وسكنية وتجارية وخدمية وتنقية وتوفير بنية تحتية متكاملة وتسهيلات مالية واعفاءات جمركية للمواد الخام والآلات والمعدات وربط المنطقة بالاسواق المحلية والدولية.