رفض الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد الثلاثاء الادعاءات الأمريكية والبريطانية التى تقول إنه يتم تقديم أسلحة إيرانية إلى مقاتلى حركة طالبان الأفغانية الذين يحاربون الحكومة. وقال نجاد فى مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره الأفغانى حامد كرزاى إن إيران تدعم وتساند العملية السياسية فى أفغانستان، مشيرا إلى أن الأمن فى أفغانستان ينعكس مباشرة على إيران لأن البلدين تتشاركان فى الحدود البرية، وأكد الرئيس الإيرانى أن من مصلحة إيران أن تنعم أفغانستان بالأمن والاستقرار. ونقلت مصادر صحفية إيرانية عن نجاد قوله إن بلاده مستعدة وبكل قدراتها أن تتعاون مع أفغانستان فى مختلف المجالات بما فيها المجالات العلمية والثقافية وتبادل الأساتذة والطلبة وكذلك فى مجال الأبحاث العلمية، مشيرا إلى أن الشعبين لديهما تاريخ وثقافة مشتركة. وأشاد الرئيس الإيرانى بوعى وإيمان وشجاعة وصمود الشعب الأفغانى، معربا عن أسفه لوجود أياد خبيثة فرضت ظروفا صعبة وظالمة على هذا الشعب، مضيفا أن "الضغوط وانعدام الأمن فوتت الكثير من الفرص على الحكومة والشعب الأفغانى، الأمر الذى أدى إلى عرقلة تطور وازدهار شعب أفغانستان". وأشار إلى المحادثات التى أجراها الوفد الإيرانى مع الجانب الأفغانى قائلا "لقد تباحثنا وتبادلنا وجهات النظر خلال اللقاء بشأن الاستثمارات المشتركة والتعاون العمرانى وكذلك التطور فى أفغانستان،إضافة إلى موضوع الأمن فى البلاد والذى حظى بأهمية خاصة فى المحادثات". واعرب نجاد عن أمله بأن تكون هذه الزيارة مقدمة للزيارات اللاحقة مصحوبة بقفزة نوعية فى التعاون بين الجانبين. من جانبه أكد الرئيس الأفغانى حامد كرزاى - خلال المؤتمر الصحفى - متانة وودية العلاقات التى تجمع بين البلدين قائلا "إن إيران وأفغانسان بلدان جاران وصديقان وتجمعهما لغة واحدة". وأضاف كرزاى "إن هذين البلدين كانت لديهما منذ القدم علاقات حسنة ومتقاربة وتنامت هذه العلاقات أكثر من ذى قبل خلال السنوات الخمس الماضية بعد إبرام الاتفاقيات فى مختلف المجالات بما فيها توفير الأمن ومكافحة الأرهاب وإيجاد الأرضيات المناسبة للتعاون بين البلدين". ونوه الرئيس الأفغانى بأن الشعب الإيرانى يتمتع بإدراك عميق للمشكلات التى تعانى منها أفغانستان، معربا عن شكره للشعب الإيرانى على مساعداته الشاملة من أجل تحسين الوضع الحالى فى أفغانستان. وأشار إلى المحادثات الرئاسية الثنائية وقال إنه تم التوقيع خلال هذه الزيارة على عدد من الاتفاقيات، معربا عن أمله فى أن تسهم هذه الاتفاقيات فى تحسين وتعميق العلاقات بين الجانبين وموضحا أن مكافحة الإرهاب ومكافحة تهريب المخدرات كانت أيضا من محاور المحادثات بين الرئيسين الإيرانى والأفغانى. كان وزير الدفاع الأمريكى روبرت جيتس قد صرح فى يونيو الماضى بأن هناك العديد من الأسلحة التى صنعت فى إيران تهرب إلى أفغانستان، لافتا إلى أنه من غير المعقول أن تتم هذه العملية دون علم الحكومة الإيرانية. ونفت طهران بشدة هذه الاتهامات، موضحة أنها طالما كانت من أشد المعارضين لنظام حركة طالبان الذى استمر بين عامى 1996 و2001 الرئيس الإيرانى يرفض الادعاءات الأمريكية والبريطانية التى تقول إنه يتم تقديم أسلحة إيرانية إلى مقاتلى حركة طالبان الأفغانية الذين يحاربون الحكومة.