عاد الرئيس حسنى مبارك إلى القاهرة مساء الثلاثاء قادما من الخرطوم بعد مشاركته فى مباحثات القمة الرباعية ، التى استضافتها العاصمة السودانية والتى ضمت سيادته ، والرئيس السودانى عمر البشير، والزعيم الليبى معمر القذافى ، والرئيس الموريتانى محمد ولد عبدالعزيز ، وشارك فيها سلفاكير ميارديت رئيس حكومة جنوب السودان. طالب البيان الختامى الصادر عن القمة بدعم الثقة المتبادلة بين طرفى اتفاق السلام الشامل بالسودان وتسهيل الحوار المشترك بينهما ، وتمكينهما من التوصل لاتفاق حول القضايا الخلافية وبما يمهد لإجراء الاستفتاء فى أجواء صحية. وأعرب البيان عن دعمه الكامل للجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى التقريب بين طرفى اتفاق السلام وأهمية استمرارها ، فيما عبر عن أمله فى التوصل لاتفاق بشأن القضايا العالقة. وأشاد البيان الختامى لقمة الخرطوم بتأكيد طرفى اتفاق السلام الشامل فى السودان اتفاقهما حول جانب كبير من هذه القضايا ، داعيا إلى استكمال الجهود للتوصل إلى تسوية القضايا المتبقية. كان الرؤساء المشاركون في القمة قد عقدوا جلسة مغلقة فى قصر الضيافة بالخرطوم بعد ظهر اليوم بحثوا خلالها قضايا الوضع الراهن والقضايا العالقة بين شريكي الحكم فى السودان (المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية) بما في ذلك قضايا "أبيى" والمواطنة وترسيم الحدود وتقاسم عوائد النفط ، - وفقا لأحكام إتفاقية السلام الشامل - وسبل إقامة علاقات قوية بين شمال السودان وجنوبه أيا كانت نتيجة استفتاء تقرير مصير الجنوب المقرر فى التاسع من يناير المقبل . أيضا جهود معالجة قضية دارفور عبر الحوار الدائر في منبر الدوحة ، وتشجيع بقية الحركات المسلحة في دارفور للإنضمام لمحادثات الدوحة من أجل توقيع اتفاق السلام المنشود قبل نهاية هذا العام ، باعتباره آخر موعد للتوقيع ، طبقا للمهلة التى حددتها الحكومة السودانية أمس للوساطة المشتركة والحركات الدارفورية المسلحة . رافق الرئيس مبارك خلال زيارته للسودان أحمد أبوالغيط وزير الخارجية والوزير عمر سليمان والدكتور زكريا عزمى رئيس ديوان رئيس الجمهورية . كان أحمد أبوالغيط قد أوضح أن زيارة الرئيس مبارك تأتى فى إطار دعم مصر للأشقاء السودانيين وحرصها على تعزيز جهود السلام والإستقرار وتحقيق التنمية فى مختلف ربوع السودان ، وأن القمة تهدف كذلك إلى التأكيد على إجراء الإستفتاء فى جنوب السودان فى مناخ الحرية والشفافية والمصداقية وبما يعكس إرادة أبناء الجنوب ويمكن الطرفين السودانيين من التوصل إلى مفاهمات لتنفيذ نتائجه .