اعلن مسؤول في الحكومة الباكستانية انه سيتم تأجيل الانتخابات التشريعية المقررة في الثامن من يناير "اربعة اسابيع على الاقل ان لم يكن اكثر". وكان مسؤول باللجنة الانتخابية الباكستانية قد صرح الاثنين إن اللجنة ستتخذ قرارا الثلاثاء حول ما إذا كانت ستؤجل الانتخابات العامة المقررة في الثامن من يناير . وأضاف سكرتير اللجنة "طلبنا تقارير من الحكومات الاقليمية ومفوضي الانتخابات الاقليميين بخصوص الاوضاع.. ستصلنا التقارير بحلول بعد ظهر اليوم الاثنين وسنقرر غدا" وكان آصف زرداي قد طالب الاحد ان تجرى الاممالمتحدة تحقيقا في اغتيال زوجته بوتو رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة، على غرار التحقيق الذي يجري في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. وقال آصف علي زرداي في مؤتمر صحفي "نطلب لجنة للتحقيق على غرار لجنة الحريري". واضاف "نعد رسالة الى الاممالمتحدة لاجراء تحقيق دولي حول استشهادها". واختار حزب الشعب الباكستاني الذي كانت تتزعمه بوتو الاحد نجلها وزوجها لخلافتها في رئاسة الحزب ولكن الشكوك تزايدت حول ما اذا كانت الانتخابات البرلمانية التي تهدف الى تحول باكستان من الحكم العسكري الى المدني. وجرى تعريف نجل بوتو "بيلاوال" البالغ من العمر 19 عاما في المؤتمر الصحفي الذي عقد في نوديرو في جنوب البلاد الأحد ببيلاوال بوتو زرداري. وكان مسؤول حكومي قد اعلن الاثنين ان اكثر من اربعة مركزا للجنة الانتخابية الباكستانية "دمرت" في اعمال الشغب التي تلت اغتيال زعيمة المعارضة بناظير بوتو. وأثار اغتيال بوتو في هجوم انتحاري الخميس أعمال عنف واراقة دماء في شتى أنحاء البلاد وغضب ضد الرئيس الباكستاني برويز مشرف مما يلقي بظلاله على الاستقرار في باكستان التي تتمتع بقدرة نووية وانتقالها الى الحكم المدني. ووصل عدد القتلى في أعمال العنف التي اندلعت منذ اغتيال بوتو الى 47 قتيلا. وتراجعت الاسهم في باكستان نحو 4.5 في المئة في المعاملات الصباحية الأثنين اذ أن اغتيال بوتو أثار قلق المستثمرين من امكانية عدم الاستقرار السياسي باقتصاد البلاد وحجمه 145 مليار دولار. وكانت الاسواق أغلقت لمدة ثلاثة أيام حدادا. وبعد أن كانت قبل أقل من عام منطقة استثمارية واعدة أصبحت باكستان محاطة بمخاوف من هجرة رأس المال اذا ازدادت الاوضاع الامنية سوءا. وعادت الحياة الى المدن الباكستانية الرئيسية الأثنين لاول مرة منذ اغتيال بوتو بعد أن سادتها الفوضى التي أصابت التجارة في البلاد بالشلل. وبدأت مدينة كراتشي أكبر مدن البلاد تعود لنشاطها المعتاد بعد أن كانت بمثابة مدينة أشباح في مطلع الاسبوع بعد أن أصيب مشاغبون بالهياج وأشعلوا النيران في متاجر وبنوك وسيارات. وفتحت البنوك والمتاجر أبوابها وعادت السيارات والدراجات النارية للشوارع وفتحت بعض محطات البنزين أبوابها للعمل بعد اغلاق دام ثلاثة أيام. ولكن الاختناقات المرورية المعتادة لم تظهر في المدينة التي يقطنها 14 مليون نسمة اذ أن المدارس ما زالت مغلقة كما أن العديد من العاملين لم يخرجوا من منازلهم بعد أربعة أيام من اغتيال بوتو.