احتلت اخبار نتائج الانتخابات البرلمانية موقع الصدارة فى صحف القاهرة صباح اليوم الثلاثاء ، ونشرت اغلبها النتائج الأولية التى تم الإعلان عنها فى عدد كبير من الدوائر على مستوى الجمهورية، بينما اهتم البعض الاخر بما هو مطلوب من البرلمان الجديد ، وخبر عن 66 اختراعا لطالب الصف الأول بالسعيدية الثانوية الاخبار: قراءة سريعة في نتائج الانتخابات أحسب اننا جميعا نلاحظ الكم الهائل من المهاترات والحجم الكبير للضجة السائدة والمثارة من جانب بعض القوي السياسية، وبعض المرشحين الذين جانبهم التوفيق في الانتخابات التي انتهت جولتها الاولي منذ يوم وبعض يوم. وأحسب أنه اصبح لافتا للانتباه ايضا تلك المحاولات المبذولة من بعض أجهزة الاعلام، وفي بعض الصحف الخاصة وبعض القنوات الفضائية للترويج لحدوث مخالفات جسيمة في العملية الانتخابية.. والادعاء بعموم وشمولية هذه المخالفات بما يعطي انطباعا عاما بغيبة الانضباط عن العملية الانتخابية، وغياب الشفافية والنزاهة فيها. وبالرغم من توقعنا، قياسا علي السوابق المألوفة من هذه الصحف، وتلك الفضائيات ذات الميل شبه الدائم للنيل من مصر، أن تزداد الضجة ساعة بعد ساعة، وان ترتفع حدة المهاترات يوما بعد يوم، وحتي الأحد المقبل موعد جولة الإعادة،...، إلا اننا لابد ان نقول بوضوح، ونسجل بأمانة ان ما جري في مصر يوم الاحد الماضي 28 نوفمبر كان في محصلته النهائية فعلا ايجابيا يستحق الاشادة به، ويستحق التوقف أمامه بالتقدير والتأييد والمساندة. ونحن هنا لا نقول بأنه لم تكن هناك بعض الاخطاء شابت مجريات العملية الانتخابية في بعض الدوائر، ولا ندعي انه لم تكن هناك بعض السلبيات عكرت صفو بعض الدوائر الانتخابية، كما اننا ايضا لا ننكر وقوع بعض عمليات العنف في بعض دوائر الصعيد والوجه البحري والقاهرة، ولا نقول بأنه لم تكن هناك اشتباكات وتشابكات بالايدي وبالسلاح في بعض هذه الدوائر . ولكننا نقول ان هذا حدث، ولكنه لم يكن عنفا ممنهجا من قبل اي جهة من الجهات في الدولة، ولم يكن علي الاطلاق في اطار خطة موضوعة من جانب أحد أو جهة تابعة للحكومة، أو اي جهاز يمت لها بصلة رسمية أو غير رسمية. لابد من الاشارة الواضحة ايضا في هذه القراءة السريعة لما حدث وما جري يوم الانتخابات الي ظاهرة بدأت تفرض نفسها علي الساحة السياسية المصرية في الاشهر الماضية، وقبل العملية الانتخابية التي جرت الأحد الماضي، وهي التواجد المحسوس والملموس والظاهر علي ارض الواقع للاحزاب السياسية، واقصد هنا الاحزاب الشرعية للمعارضة، والتي تواجدت في الشارع بشكل واضح، وشاركت بفاعلية في الانتخابات، وهو ما كان له بالغ الاثر في انزواء غيرهم من القوي غير الشرعية، وكشف اغراضهم واهدافهم ونواياهم. ونقول لجميع المرشحين الذين خاضوا غمار الانتخابات انه في كل سباق عادل، او منافسة شريفة، لابد ان يكون هناك من يفوز، ومن لا يحالفه الحظ، او من لم يصبه التوفيق، وعلي الجانبين، وفي كلتا الحالتين، حالة التوفيق، او عدم التوفيق، لابد من بحث النتائج بموضوعية، والوقوف علي دلالاتها، وما تشير اليه،...، ومعرفة الاسباب والمقدمات التي أدت اليها. والانتخابات في حقيقتها، وجوهرها، سباق حر وديمقراطي بين ممثلي الاحزاب، والقوي السياسية في المجتمع، في تنافس شريف للحصول علي ثقة الناخبين والوصول الي البرلمان، كنواب للشعب وممثلين له، ومعبرين عن رؤاه وأرأئه ، في جميع القضايا، والمواقف الوطنية والقومية.