حذر المرشد الاعلى للجمهورية الايرانية اية الله علي خامنئي امس الدول الكبرى من ان ايران ستستخدم كل قدراتها للرد على التهديدات وعلى استخدام القوة والعنف ضدها. وقال المرشد الأعلى في خطاب في مشهد (شمال شرق) نقله التلفزيون المحلي «اذا كانوا يريدون استخدام التهديد واللجوء الى القوة والعنف، فإن الشعب والمسؤولين سيستخدمون من دون أدنى شك كل قدرات البلاد لضرب الاعداء«. ويبدأ مجلس الامن الدولي في الساعات القليلة القادمة أولى مفاوضاته بحضور الدول الاعضاء الخمس عشرة حول مشروع قرار يشدد العقوبات التي فرضت على ايران في ديسمبر لرفضها تعليق انشطتها النووية الحساسة. وقبل أيام قليلة من إجراء تصويت مهم في الاممالمتحدة لفرض عقوبات ضد طهران، شدد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد مجددا صباح امس على أن بلاده لن تقدم تنازلات فيما يتعلق بالخلاف النووي مع المجتمع الدولي. وقال احمدي نجاد في خطاب بمناسبة حلول العام الفارسي الجديد (1386) بثته المحطات الخمس التلفزيونية الحكومية إن «الامة الايرانية تقف بحزم خلف حقوقها النووية. وسيِجبر الغرب في النهاية على الاعتراف بالحقوق الايرانية المشروعة«. ويعتزم احمدي نجاد وأكثر من 30 مسئولا إيرانيا حضور جلسة التصويت المقررة خلال الايام القليلة المقبلة في نيويورك لكن موعدها لم يتحدد رسميا بعد. ويرغب الرئيس الايراني من وراء حضور جلسة التصويت الدفاع عن الحقوق النووية لايران بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي وطمأنة العالم بشأن الطبيعة السلمية لمشروعات بلاده النووية. وجدد الرئيس الايراني، في خطابه بمناسبة العام الجديد، اتهامه للغرب بمحاولة حرمان إيران من التقدم التكنولوجي والتنمية الوطنية لكنه أكد أن جميع هذه الجهود فشلت حتى الأن وستستمر في الفشل في المستقبل. وفي إشارة إلى العقوبات أو الضربات العسكرية المحتملة ضد المواقع النووية الايرانية، قال احمدي نجاد إن الغرب ليس بوسعه أن يضر إيران ووصف هذه التهديدات بأنها «حرب نفسية«. وكان وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي قال في تصريحات لوكالة الانباء الايرانية الرسمية (إرنا) خلال زيارته الثلاثاء إلى جنوب إفريقيا إن إيران لن تتخلي تحت أي ظرف عن حقها في الحصول على الطاقة النووية لكنها ترحب بإجراء محادثات من أجل التوصل إلى حل للخلاف النووي. ورحب متقي باقتراح طرحه رئيس جنوب إفريقيا ثابو مبيكي بإجراء محادثات ثلاثية تضم إيرانوجنوب إفريقيا -التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الامن خلال هذا الشهر- والدول الخمس دائمة العضوية بالمجلس بالاضافة إلى ألمانيا. وفي موسكو أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ان بلاده لن تؤيد فرض عقوبات مشددة على ايران في مجلس الامن الدولي. وتتمتع روسيا التي تربطها علاقات سياسية وتجارية مع إيران بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن واستغلت نفوذها فيما مضى لتخفيف إجراءات ضد إيران. وقال لافروف امام مجلس النواب في البرلمان الروسي «اتفقنا من قبل على ان نتحرك بالتدريج وبالتناسب فيما يتعلق بايران... لن نؤيد العقوبات المشددة«. ولم يحدد طبيعة الإجراءات التي تعتبرها موسكو مشددة. وكان مسؤولون روس قد قالوا إنهم يشاركون الغرب بواعث قلقه من تحول إيران إلى دولة نووية لكنهم يعتقدون أن سياسة المشاركة البناءة ستكون فعالة في الحيلولة دون حدوث هذا أكثر من محاصرة طهران. وقال لافروف «جنوب أفريقيا وإندونيسيا اقترحنا تعديلات على قرار الأممالمتحدة المقترح الأمر الذي يشير ضمن أشياء أخرى إلى الطبيعة الدولية لحظر انتشار الأسلحة النووية ونحن نعتقد أن هذه التعديلات تستحق أن تولى أكبر قدر من الدراسة والاهتمام.. سنتعامل معها بصورة بناءة«. وقال دبلوماسيون ان سويسرا أوفدت في الاونة الاخيرة مسؤولا كبيرا الى ايران ليبحث اقتراحا يهدف الى حل نزاع ايران النووي مع الغرب رغم مطالبة قوى غربية كبرى بالتخلي عن الفكرة. وقال الدبلوماسيون ان نائب وزير الخارجية السويسري ميشيل امبويل توجه الى طهران بعد زيارة لبيرن في الشهر الماضي قام بها علي لاريجاني كبير المفاوضين النوويين الايرانيين. وجاء في تقرير يقع في صفحة واحدة بشأن الزيارة قدمه لرويترز دبلوماسي غربي ان «الهدف من زيارة امبويل كان الترويج لمبادرة سويسرية للتوصل الى حل وسط مع ايران بشأن ملفها النووي واستئناف المحادثات بشأن قضايا تتعلق بالانشطة النووية«. والاقتراح هو ان يسمح لإيران بالاحتفاظ بالبنية الاساسية الحالية لتخصيب اليورانيوم التي تضم بضع مئات من أجهزة الطرد المركزي. ويمكن لإيران تشغيل اجهزة الطرد المركزي لكنها لن تضخ أي غاز لسادس فلوريد اليورانيوم المعالج الى الاجهزة اثناء التفاوض على صفقة حوافز مع ست قوى عالمية. ولم يؤكد المتحدث باسم وزارة الخارجية السويسرية يوهان ايشليمان أو ينفي التقرير بشأن زيارة امبويل لطهران لكنه قال «سويسرا لم تقدم أي اقتراح بتشغيل اجهزة الطرد المركزي من دون غاز اليورانيوم«. وقال ستة دبلوماسيين ان الفكرة ليست اقتراحا رسميا على الورق وانما تؤكد ان سويسرا تروج لها وانها ناقشتها مرارا مع الايرانيين. وقال دبلوماسيون انه يجري تنسيق الخطة مع محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال الدبلوماسيون انه رغم ان قوى غربية رئيسية ترفض الفكرة فانها في نهاية الامر يمكن ان تعقد جهودها لتوسيع العقوبات بالتدريج ضد طهران لأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية وايران تنظران اليها بطريقة مواتية. وامتنعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن التعقيب وان كان دبلوماسي مقرب من الوكالة قال ان الايرانيين كانوا «ايجابيين نسبيا« بشأن الفكرة. ولم يتوافر لدى وزارة الخارجية الايرانية تعقيب على الفور. وقال الدبلوماسيون ان الولاياتالمتحدة والدول الكبرى الثلاث في الاتحاد الاوروبي وهي المانيا وفرنسا وبريطانيا لا تؤيد فكرة سويسرا وطلبت من السويسريين فتح مسار ثان للمفاوضات مع ايران بالاضافة الى المسار المفتوح بالفعل.