كشف موقع ويكيليكس ان مئات المدنيين قتلوا على الحواجز الامريكية في العراق وان الجيش الامريكي تستر على اعمال التعذيب الذي تمارسه قوات الامن العراقية. ونقلت وكالة الانباء الفرنسية "اهم الاستخلاصات" الواردة في وثاثق سيقوم الموقع المختص بتسريب الوثاثق العسكرية بكشفها في الساعات القادمة وتغطي الفترة ما بين بداية العام 2004 ونهاية العام 2009. وأبرز هذه الاستخلاصات قيام الجيش الامريكي ب"التستر على اعمال التعذيب" التي تعرض لها سجناء عراقيون على ايدي قوات الشرطة والجيش العراقيين. وأفادت وثائق ويكيليكس ان "الولاياتالمتحدة كانت على علم باعمال التعذيب هذه لكنها امرت جنودها بعدم التدخل". كما كشفت الوثائق ان "مئات المدنيين قتلوا على حواجز تسيطر عليها القوات الامريكية" وذلك بالرغم من ان التصريحات الرسمية الاميركية تنفي ذلك. واوضحت الوثائق ان "عدد القتلى المدنيين في العراق اكثر بكثير مما هو معلن"، وأشارت وثائق ويكيليكس ايضا الى "تورط" رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي "في ادارة فرق للقتل والتعذيب". وتكشف الوثائق العسكرية الامريكية ايضا عن "دور ايراني سري في تمويل وتسليح الميليشيات الشيعية"، كما تنشر ويكيليكس عن "وثائق جديدة عن ضحايا (الشركة الامنية الامريكية الخاصة) بلاك ووتر من المدنيين". وحذر متحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية الجمعة من ان الوثائق العسكرية السرية التي يستعد موقع ويكيليكس لنشرها قد تشكل تهديدا للقوات الاميركية والعراقيين المتعاونين معها. وقال المتحدث باسم البنتاجون دايف لابان في تصريح صحفي ان وزارته تعرفت على على الوثائق السرية ال400 الف حول الحرب في العراق التي يمكن ان ينشرها موقع ويكيليكس. واوضح ان هذه الوثائق "هي معلومات اولية جمعتها وحدات عسكرية" ولا تتضمن "تحليلا استراتيجيا ولا معلومات رفيعة المستوى". واضاف انها تتحدث عن معاملة المعتقلين, وعن مناقشات بين مسؤولين اميركيين وشخصيات سياسية عراقية, وتفجير الغام يدوية الصنع وعمليات على "المستوى التكتيكي". كما حذر الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوج راسموسن الجمعة في برلين من تسريبات ويكيليكس, وقال ردا على سؤال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل "هذه التسريبات مؤسفة للغاية ويمكن ان تكون لها عواقب سلبية جدا لجهة سلامة الاشخاص المعنيين". وطلب البنتاجون الذي اعلن الجمعة تعبئة 120 شخصا لتقييم النتائج المحتملة لنشر المستندات, من وسائل الاعلام الاثنين "عدم تسهيل تسريب" المستندات حول العراق. وسبق ان نشر ويكيليكس الذي تاسس في 2006, العديد من الوثائق السرية حول الحرب في العراق وافغانستان، واثار نشر الاف الوثائق العسكرية في تموز/يوليو استياء الحكومة الامريكية, اذ حذر رئيس الاستخبارات الامريكية جيمس كلابر والمدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) مايكل هايدن من ان ذلك قد يؤدي الى تقويض الجهود المبذولة بعد هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001 لردم الهوة بين وكالات الاستخبارات المتنافسة. ولم يكشف ويكيليكس عن مصدر الوثائق التي نشرها حتى اليوم الا ان شكوكا حامت حول برادلي مانينغ المحلل في شؤون الاستخبارات العسكرية الاميركية الموضوع رهن الاعتقال العسكري. واعتقل مانينج في ايار/مايو بعد نشر ويكيليكس تسجيلا مصورا عن هجوم شنته مروحية عسكرية اميركية من طراز اباتشي وادى الى مقتل مدنيين, ودين في حينها بنقل معلومات دفاعية الى مصدر غير مرخص. وبالاضافة الى انتقادات الحكومة الامريكية يواجه موقع ويكيليكس مشاكل داخلية وتحقيقا قضائيا ضد مؤسسه جوليان اسانج بانتهاكات جنسية، كما يعاني الموقع من مشاكل مالية. وابلغ اسانج صحيفة الغارديان ان الشركة البريطانية "ماني بوكرز" المتخصصة في عمليات الدفع عبر الانترنت والتي يستخدمها الموقع لجمع التبرعات, اقفلت الحساب العائد لويكيليكس في اب/اغسطس بعد ان وضعت حكومتا الولاياتالمتحدة واستراليا الموقع على اللائحة السوداء في الايام التي تلت نشر الوثائق المتعلقة بحرب افغانستان. وخضع الموقع "لصيانة مبرمجة" منذ 29 ايلول/سبتمبر, الا انه وعد "بالعودة الى الشبكة في اسرع وقت ممكن".