نقلا عن : الوطن القطرية 28/03/07 الجماهير العربية لا تعلق ومنذ زمن بعيد أية آمال على القمم العربية التي ترحل قضاياها من قمة إلى آخرى سواء في العصر الأميركي الذي يتميز عن غيره من العصور بسيطرة قانون الغاب، وتواري العدالة والانصاف والتنكر للشرعية الدولية غير واجبة التطبيق الا على الضعفاء خاصة العرب والمسلمين اينما تواجدوا وتوجهوا، أو في الأزمان الاخرى التي كان مسموحا للعرب فيها ان يتكلموا. ولكن هل تختلف هذه القمة عن سابقاتها من سلسلة القمم العربية الممتدة على اكثر من اربعة عقود؟ تساؤل يمكن ترك الاجابة عنه إلى ما بعد القمة التي تعقد وسط عاصفة أميركية تطوف المنطقة لانتزاع ما يمكن انتزاعه من الحقوق العربية لصالح المشروع الصهيوني في المنطقة الذي تمثل دولة الاحتلال حجر الاساس له. رياح أميركية قوية تهب على هذه القمة تكاد تقتلع اشياء كثيرة من الذاكرة العربية، تقودها او توجهها وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس التي جندت نفسها كما يبدو لخدمة الاحتلال الإسرائيلي وأجندته الاستيطانية التوسعية المعادية للسلام والامن المتبادل، وعلى كافة الجبهات المفتوحة وغير المفتوحة، وبتناغم وتنسيق خفي مع الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي يجول في المنطقة ايضا ويرفض الالتقاء مع حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي تمثل الشعب الفلسطيني كله. فالقمة تعقد في ظروف معقدة وصعبة بل غاية في الصعوبة بفضل هذه الرياح، اضافة إلى حالة الوهن والتمزق الذي يعاني منه العرب عموما وان حاولوا ابداء صوة مغايرة عبر اقرار وزراء الخارجية للمبادرة العربية دون اي تغيير، ولكن هناك في المقابل رياحا اخرى اميركية - اممية مشتركة تأخذ طابع الاقتراح البريء البسيط هدفه «فقط» احياء المفاوضات، مع ان قاتل أو كاتم انفاس السلام هم الإسرائيليون، ولكن العمى الأميركي يسير في الاتجاه الخاطئ فيذهب إلى العرب ليضغط ويضغطوا، دون تفكير باحتمال الانفجار الذي يطيح بكل ما «انجز» وهو يطالب العرب ب «بحث معمق» في سبل المساهمة في «الجهود» الأميركية للتوصل إلى تسوية نهائية ل «النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني» وليس الصراع العربي - الإسرائيلي، ولا يذهب إلى العنوان الحقيقي الذي يوقف عربة المفاوضات ويمنع التوصل إلى تسوية نهائية وفق الشرعية الدولية ووفق مبدأ الأرض مقابل السلام، ووفق رؤية «الدولتين»، فمن هو الذي عليه المساهمة؟ من يقدم مبادرة متكاملة وشاملة ام من يريد الانتقاء من هذه المبادرة بندا أو اثنين، ومن ثانية بندا أو اثنين؟. وما طرحه مون من اقتراح يتسم ب «البراءة» لعقد اجتماع يضم دولة الاحتلال التي رحبت بحرارة، والفلسطينيين ودولا عربية اخرى تحت لافتة احياء مفاوضات السلام ليس سوى ورقة أميركية اطلقها مون لتأخذ الشكل الاممي، ولا يخرج هذا الاقتراح عما اعلنه رئيس وزراء الاحتلال ايهود اولمرت بأن على العرب ألا ينتظروا السلام ليطبعوا مع إسرائيل.. وبمعنى آخر يكرس ما يريده الإسرائيليون.. تطبيع وعلاقات دون انسحاب ودون القدس.. ودون الارض ودون اللاجئين ودون الدولة الفلسطينية معتقدين انهم يستطيعون ان يظفروا بالارض والسلام معا.