محادثات لمبارك مع قادة السعودية والعراق واليمن والسودان

عقد الرئيس محمد حسنى مبارك وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز جلسة مباحثات عصر السبت بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة حيث تم بحث آخر تطورات الأوضاع على الساحتين العربية والاقليمية والقضايا الدولية التى تهم البلدين .
وقد تركزت المحادثات على بحث الأوضاع على الساحة الفلسطينية فى ضوء التطورات التى تشهدها الأراضى الفلسطينية ودعوة الرئيس الأمريكى لعقد اجتماع دولى فى مدينة أنابولس الأمريكية حول عملية السلام فى الشرق الأوسط .
كما تطرقت المباحثات الى الأوضاع على الساحة العراقية والأوضاع فى لبنان واقليم دارفور السودانى .
وقد أطلع الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرئيس حسنى مبارك على نتائج جولته الأوربية التى شملت انجلترا وألمانيا وايطاليا والفاتيكان وتركيا .
وقد استكمل الرئيس حسنى مبارك وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز مباحثاتهما على مأدبة غداء أقامها الرئيس مبارك تكريما لضيف مصر الكبير والوفد المرافق حيث تناولت المباحثات العلاقات المصرية السعودية .
حضر مأدبة الغداء من الجانب المصرى الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء ووزراء الدفاع والانتاج الحربى والثقافة والمالية والشئون البرلمانية والبترول والخارجية والاعلام والاسكان والصناعة والتجارة والقوى العاملة .
وحضر المأدبة من الجانب السعودى االوفد المرافق للعاهل السعودى خلال زيارته للقاهرة.
وصرح السفير سليمان عواد المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس حسنى مبارك إستقبل اليوم السبت الرئيس العراقى جلال الطلبانى ثم إستقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عاهل المملكة العربية السعودية وسيلتقى فى وقت لاحق اليوم بالرئيس اليمنى على عبدالله صالح وغدا الأحد الرئيس السودانى عمر البشير.
وردا على سؤال عما إذا كانت هناك قمة ثلاثية مصرية سعودية ليبية غدا الاحد بالقاهرة .. قال السفير سليمان عواد إن الرئيس حسنى مبارك يوالى اتصالاته لتوحيد الصف العربى ورأب أى صدع فى العلاقات العربية العربية.. مشيرا إلى أن هذه الاتصالات تشمل تطبيع العلاقات بين دولتين شقيقتين هما المملكة العربية السعودية وليبيا.
وعما إذا كانت هناك دعوات قد تم توجيهها لحضور اجتماع أنابوليس بالولايات المتحدة , وخاصة مصر .. قال السفير سليمان عواد إنه لم يتلق أحد الدعوة حتى الآن وليست مصر وحدها مشيرا إلى أن الدعوة لهذا الاجتماع لم توجه لأى من المشاركين حتى الآن.
وأشار السفير سليمان عواد إلى أن موقف مصر والمملكة العربية السعودية - كما وضح من مباحثات الزعيمين موقف واضح فهو يرحب بهذا الاجتماع لأنه يأتى بعد سنوات طويلة من جمود عملية السلام .. وقال "إننا نرحب بهذا الاجتماع لأنه اجتماع يلتقى فيه الجانبان الفلسطينى والاسرائيلى ويستعدان له بلقاءات ومشاورات مستمرة".
وقال السفير سليمان عواد إن الرئيس مبارك يتمنى مخلصا أن يأتى اجتماع أنابوليس محققا لتطلعات الشعب الفلسطينى والشعب الاسرائيلى أيضا للسلام العادل والدائم الذى يغلق ملف الصراع الفلسطينى الاسرائيلى وينهى الاحتلال ويعيد الحقوق لأصحابها , ويضع قضايا الحل النهائى فى اطار مفاوضات جادة بأجل زمنى محدد ويضمن هذا الاجتماع إرساء دعائم آلية متابعة تتابع هذه المفاوضات خلال هذا الاطار الزمنى وتمديد العون لما سيتخللها من صعاب واختلافات فى وجهات النظر .
وردا على سؤال حول إمكانية عقد قمة ثلاثية مصرية سعودية سودانية غدا لاحد بالقاهرة .."إننى لا أستطيع تأكيد عقد هذه القمة الثلاثية كما أننى لا أستطيع استبعادها".. مؤكدا أن مصر السعودية ملتزمتان بمساعدة الشعب السودانى من خلال توافق وطنى.
وردا على سؤال عما إذا كان الرئيسان حسنى مبارك وجلال طالبانى قد بحثا مخاطر قرار تركيا بضرب شمال العراق .. قال السفير سليمان عواد إن الرئيس مبارك له موقف واضح صرح به وذكره بوضوح لدى زيارة وزير خارجية تركيا على بابا جان الأخيرة للقاهرة .. وأضاف أن مصر تدعو الجانبين التركى والعراقى لضبط النفس والتعامل مع مايمثله حزب العمال الكردستانى من تحديات لكل من تركيا والعراق .
وأوضح السفير عواد أن العراق قد اتخذ قرارا صريحا وشجاعا ومعلنا فى قمة اسطنبول الماضية لدول جوار العراق يقضى بأن يغلق العراق مقار حزب العمال الكردستانى فى شمال البلاد , ويبذل قصارى جهده لوقف عمليات الحزب فى الاراضى التركية .. مشيرا إلى أنه فى نفس الوقت فإن تركيا مدعوة لضبط النفس والنفس والتعامل مع العراق بمايحترم سيادته وترابه الوطنى ووحدة اراضيه .
وردا على سؤال عما إذا كانت مصر تقف وراء ترشيح العماد ميشيل سليمان أو أى مرشح آخر للرئاسة اللبنانية .. قال السفير سليمان عواد إن مصر لاتقف وراء أى من قوى لبنان السياسية لاتنحاز وراء أى من المرشحين المطروحين الآن أو من سوف يطرحون فى المستقبل لمنصب الرئاسة اللبنانية .. مؤكدا أن مصر تحتفظ بمسافات بين القوى السياسية فى لبنان ولاتنحاز وراء مرشح بعينه ولاتقبل أى تدخل فى شئونها وبالتالى فهى لاتتدخل فى الشئون الداخلية للآخرين .
وردا على سؤال حول إحياء الملف النووى فى مصر والسعودية للاستخدامات السلمية فى ضوء تحذير الوزير الاسرائيلى إفيجدور ليبرمان من مخاطر هذا الملف وأنه يمثل كارثة لإسرائيل .. قال السفير سليمان عواد "دعونا ننح جانبا ما ذكره ليبرمان, فهو الذى دعا سابقا إلى قصف السد العالى, ونحن لاننسى له هذا , وأن هناك متطرفين فى كل مكان بما فى ذلك إسرائيل, ونحن لا نلق لهم بالا.
وأكد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية أن الاتصالات المصرية السعودية تتناول كافة محاور التنسيق والتعاون على الساحة العربية وفى العلاقات الثنائية بين البلدين ..مشيرا إلى القرار الذى اعتمدته قمة الرياض الاخيرة والذى يعتبر قرارا عربيا ووثيقة ومستندا من مستندات جامعة الدول العربية حول تعزيز قدرات الدول العربية فى الاستفادة من الاستخدامات السلمية للطاقة النووية وتتحدث عن تجمع عربى فى هذا الشأن.
وردا على سؤال حول ما إذا انتهى التنافس بين مصر والسعودية فى ظل هذا التنسيق واللقاءات .. قال السفير سليمان عواد إن الدور المصرى والسعودى يتكاملان ولايتنافسان, وأن هذا الحديث الذى تردد هو محض اختلاق يسخر منه أول من يسخر الرئيس مبارك وخادم الحرمين الشريفين, وأنه لا ينبغى أن نفسح مجالا لمثل هذا الحديث لأن مروجيه لهم أهداف لاتخفى عنا جميعا , فنحن نتحدث عن دورين كبيرين لركيزتين أساسيتين فى العمل العربى المشترك مؤكدا أن مصر والسعودية يتكاملان لان ذلك فى النهاية يصب لصالح الامة العربية وقضاياها وتحدياتها وتطلعاتها.
وأشار إلى أن مصر والسعودية يسعيان لنجاح اجتماع أنابوليس ولتوفير أسباب النجاح له ويتطلعان لأن يمثل هذا الاجتماع اختراقا حقيقيا على مسار السلام الفلسطينى الإسرائيلى يفتح الباب لانجاز وتقدم مماثل على باقى مسارات عملية السلام.