وصل الرئيس مبارك إلي المملكة العربية السعودية في محطته الثانية بجولته الخليجية، لعقد مباحثات مطولة مع العاهل السعودي الملك عبدالله. وكان الرئيس قد أنهي فعاليات زيارته لأبوظبي بعقد جلسة مباحثات قمة مغلقة مع الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات اقتصرت علي الزعيمين فقط. تم خلال القمة التي عقدت بقصر «المشرف» استكمال مناقشة القضايا الهامة علي الساحات العربية والخليجية والاقليمية فضلا عن العلاقات الثنائية المتميزة بين مصر والامارات وذلك استكمالا للمشاورات التي جرت بين الزعيمين مبارك وخليفة امس الاول. وكان الشيخ خليفة رئيس دولة الامارات في مقدمة مستقبلي الرئيس مبارك لدي وصوله الي قصر المشرف بأبوظبي والذي ازدان بالاعلام المصرية بجانب اعلام دولة الامارات حيث عانق اخاه الرئيس مبارك واصطحبه الي قاعة الاجتماعات الرئيسية بالقصر.. وصافح رئيس الامارات اعضاء الوفد المصري المرافق للسيد الرئيس، وصافح الرئيس مبارك الشيوخ وكبار رجال الدولة واعضاء الوفد الاماراتي. استقبل الرئيس حسني مبارك ظهر امس الفريق اول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الاعلي للقوات المسلحة وذلك بمقر اقامة الرئيس بقصر الامارات في ابوظبي. وقال السفير سليمان عواد ان الرئيس حسني مبارك حرص علي تناول عملية السلام في صلب المحادثات مع الاشقاء في دولة الامارات امس وفي جولته الخليجية التي تشمل المملكة السعودية والكويت نظرا لانها تمر بفترة دقيقة وتراجع التطلعات التي صاحبت وصول ادارة الرئيس الأمريكي اوباما. أكد المتحدث اهمية الدور المصري النشط والايجابي في جهود ومساعي دفع عملية السلام في ضوء حقيقة ان مصر هي من الدول المعدودة القليلة التي تبقي علي جسور اتصالاتها مفتوحة مع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي ومع اللاعبين الاساسيين ذوي الصلة بعملية السلام امريكياً وروسياً واوروبياً واقليمياً، مشيرا الي ان مشاورات امس تأتي في وقت تشهد فيه الساحة عدداً من الافكار والمبادرات المطروحة الرامية لمواجهة تراجع الآمال الفرصة السانحة للسلام مما في ذلك مبادرة الرئيس الفرنسي ساركوزي والرئيس مبارك في اطار الرئاسة المشتركة للاتحاد من اجل المتوسط، أو مبادرة روسيا التي تؤكد تمسكها بعقد مؤتمر موسكو للسلام، أو تلك الافكار الاسرائيلية التي طرحها نتانياهو حول تجميد جزئي للاستيطان، وبالونات الاختبار الاسرائيلية كالتي طرحها موفاز وحاول الترويج لها أمريكيا وأوروبيا لانشاء دولة فلسطينية علي مرحلتين تبدأ بمرحلة حدود مؤقتة. وأوضح أن هناك الكثير مما يريد الرئيس مبارك أن يطرحه علي أشقائه القادة الخليجيين في جولته الحالية فيما يتعلق بما انتهت اليه اتصالات مصر في الآونة الاخيرة مع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، وكذلك مع الجانبين الأمريكي والأوروبي في هذا الملف، مشيرا الي ان مصر نجحت في عقد مؤتمر اعادة اعمار غزة في شرم الشيخ في مارس الماضي، وتعهدت الدول المانحة وقتها بتقديم ما يفوق خمسة مليارات دولار، لكن هذه الدول لا تريد الشروع في تحويل هذه التعهدات إلي موارد مالية وترفض أن يتم ذلك مع استمرار سيطرة حركة «حماس» علي غزة والانقسام بين «فتح» و«حماس»، وبين الفصائل والسلطة الفلسطينية وتتطرق الجولة للعقبات التي تحول دون رفع الحصار الاسرائيلي عن قطاع غزة، وإدخال ليس فقط المساعدات الانسانية التي توالي مصر ادخالها من خلال معبري رفح وكرم ابوسالم، ولكن ايضا ادخال مستلزمات ومواد اعادة الاعمار. وقال عواد ان هناك تدخلات من جانب بعض القوي في المنطقة تحول دون تحقيق الوفاق الفلسطيني وتؤثر علي مواقف حماس وباقي الفصائل الفلسطينية، والرئيس مبارك معني تماما بأن يعرض هذه الاوضاع علي الشيخ خليفة بن زايد وعلي العاهل السعودي وسمو أمير دولة الكويت خلال هذه الجولة الخليجية في اطار الحرص علي استمرار التشاور معهم إزاء القضايا المهمة. في السياق ذاته، استحوذت زيارة الرئيس حسني مبارك لأبوظبي علي اهتمام ملحوظ من وسائل الاعلام والصحافة في دولة الامارات العربية المتحدة. ومن المقرر ان يصل الرئيس مبارك الكويت غداً في زيارة تستغرق يوماً واحدا لاجراء مباحثات موسعة مع امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح. وعن المحطة السعودية، بحث الرئيس مبارك وخادم الحرمين الشريفين أمس عددًا من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك علي رأسها أمن الخليج والملف النووي الإيراني وآخر تطورات عملية السلام والحوار الفلسطيني الذي ترعاه القاهرة. كما تناولت المباحثات تطورات الحرب التي تخوضها السعودية منذ ما يقارب الشهرين ضد المتمردين الحوثيين الذين يطمحون في استنساخ دولة شيعية لهم علي الحدود اليمنية السعودية في مناطق جيزان ونجران بزعم أن لهم حقًا تاريخيا فيها. وأشارت مصادر دبلوماسية سعودية ل«روزا اليوسف» إلي أن المباحثات بين الملك عبد الله والرئيس مبارك تطرقت إلي الانتهاك الإيراني المتكرر لسيادة وأمن العراق، وسبل دعم استقرار الأوضاع في العراق ولبنان والسودان واليمن. وأكدت المصادر أن المملكة تنظر باحترام وتقدير الي الرئيس مبارك والدور التاريخي الذي يضطلع به في لم الشمل العربي ووأد المشكلات والصراعات سواء العربية أو الإقليمية ومنها ما بين العراق والكويت أو بين تركيا وسوريا وغيرها الكثير، مشيرة إلي أن مصر هي الحصن المنيع للأمن العربي والعمود الفقري للخيمة العربية التي تظل الجميع وبدونها تستباح الأرض العربية وتنتهك محارمها من قوي إقليمية طامعة تتحين الظروف وتترصد لحظة ضعف عربية تتخلي فيها مصر العربية عن دورها التاريخي والقائد للأمة العربية.