وهؤلاء لا يدرون أن من سوف يدفع الثمن هو كل الوطن وان النار عندما تشتعل لن تفرق بين هذا مصري مسلم أو هذا مصري مسيحي فليسلم من يريد الإسلام, وليتنصر من يختار المسيحية نداء إلي كل عقلاء الأمة أن تتوحد الجهود في هذه المرحلة, وهذا التوقيت الحرج لنزع فتيل الفتنة التي تلوح في الأفق. منذ فترة ليست بالقصيرة, كانت هذه المساحة من بين من نبهوا إلي خطورة ما يحدث وتشهده مصر من حالة احتقان وتربص, وهناك بعض بل كثير من حسني النية الذين ينفخون في نيران الفتنة بين أبناء مصر من مسلمين ومسيحيين ظنا منهم أنهم يحققون سبقا صحفيا أو ظنا منهم أنهم ينتصرون لدينهم, وهذا النفخ المستمر في النيران يفتح الباب واسعا أمام كل من يريد أن يسيء إلي هذا الوطن. هذا الوطن عاش أهله مسلمين ومسيحيين مئات السنين وطنا واحدا وشعبا واحدا حتي تلك الفترات التي مرت فيها العلاقة بقدر من التوتر لم يحدث أن وصل هذا التوتر إلي حدود الخطر الذي يهدد امن وسلامة هذا الوطن. اليوم الأمر مختلف مع ذلك الانتشار الكبير لوسائل الاتصال المختلفة من خلال شبكة الانترنت ووسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة, هذا الانتشار الكبير مكن أطرافا كثيرة من يدري ومن لا يدري بأن يتواصل مع الآخرين وهو الأمر الذي سمح بانتشار أي معلومة أو خبر صادق أو كاذب, وفتح المجال أمام التعامل مع ما يحدث, وهو تفاعل انفعالي في الشئون الدينية. تجاوب البعض من المحسوبين بحق أو بدون حق علي رموز الأمة وصانعي الرأي العام فيها, تجاوب هؤلاء مع ذلك الشحن الطائفي أعطي للأمر بعدا جديدا ووسع مساحة الاختلاف وساهم في صب الكثير من الوقود علي اللهب المشتعل, وهؤلاء لا يدرون أن من سوف يدفع الثمن هو كل الوطن, وان النار عندما تشتعل لن تفرق بين هذا مصري مسلم أو هذا مصري مسيحي, فليسلم من يريد الإسلام, وليتنصر من يختار المسيحية, وكما ذكرت من قبل عدة مرات لن يضيف هذا إلي دين ولن ينقص من الآخر شيئا ولكن المهم ألا يتعامل أي طرف من الأطراف مع هذه القضايا علي أنه حقق نصرا علي حساب الآخر, ولا يستحق الأمر تلك الحالة من الاحتفال علي أي من الجانبين, ولا تلك الحالة من الحزن والتربص علي أي من الجانبين. إلي عقلاء الأمة, الأمة في خطر, الوطن يتعرض لنيران الفتنة, وحان الوقت لتتحملوا المسئولية. * نقلا عن الاهرام المسائي