لا أعرف -ولا يعرف غيرى- على أى أساس تدعو الرئاسة إلى حوار وطنى. لا أعرف على أى أساس يُقام هذا الحوار بعد إقرار الدستور المشبوه.. وبدء العمل به بعد استفتاء مزوَّر.
وعلى أى أساس تذهب أطراف للحوار وهناك اعتداء من السلطة التنفيذية التى يمثلها محمد مرسى وجماعته على جميع السلطات.. فقد اختطفوا التشريع، وها هم يعتدون على القضاء ويسلبون استقلاله.
كيف تذهب أطراف وقوى سياسية للحوار والنيابة العامة مختطَفة بنائب عام ملاكى وخاص بمحمد مرسى وجماعته وليس صاحب قرار، وقدم استقالته وتراجع عنها بعد رفض مكتب الإرشاد، لا أحد آخر، تلك الاستقالة! فى نفس الوقت الذى يطالب فيه شباب القضاة ووكلاء النيابة باستقلال حقيقى ويحتجون ويقفون على سلم دار القضاء العالى، اعتراضا على تدخل محمد مرسى وجماعته فى فرض نائب عام عليهم.
كيف تذهب أطراف وقوى سياسية إلى حوار بعد أن اغتصبوا الدستور وزوّروا الاستفتاء.. ومع هذا يتحدثون عن الديمقراطية والنزاهة؟
كيف تذهب أطراف وقوى سياسية إلى حوار مع الرئاسة بعد أن سرقوا التشريع ومنحوه لمجلس شورى صهر محمد مرسى الذى حضر ومنع قضاة المحكمة الدستورية من نظر قضية بطلانه باعتداء واضح وصريح من جماعتهم واستسلام مريب من قضاة المحكمة؟!
كيف تذهب أطراف وقوى سياسية وقد استمر محمد مرسى وجماعته فى غرورهم وغطرستهم بتعيين 90 عضوا فى «الشورى» من جماعته وحلفائها الجدد بمن فيهم أعضاء فى أمانة سياسات الحزب الوطنى الفاسد المنحل، الذى أصر الإخوان على عزلهم فى دستورهم الجديد، وها هم يخالفون دستورهم، كما عيَّنوا مَن نَهَب أموال البنوك، وهم الذين يدّعون أنهم يعملون على إعادة الأموال المنهوبة فإذا بهم يمنحون الحصانة للناهبين؟! أليست هذه سياسة الحزب الوطنى؟!
كيف تذهب الأطراف وقوى سياسية إلى حوار الرئاسة والجميع بات يعلم الآن أن القرار ليس فى يد محمد مرسى وإنما تأتيه من خارج الرئاسة.. واسألوا المستشارين الذى اختارهم مرسى ثم قدموا استقالتهم لعدم استشارتهم وعدم علمهم بأى قرارات أصدرها مرسى وهم مستشارون له؟!
كيف تذهب أطراف وقوى سياسية إلى حوار الرئاسة وقد بات معروفا لدى الجميع أن محمد مرسى يتراجع عن قراراته.. فالرجل لم يعد محل ثقة فى اتفاقاته؟!
كيف تذهب أطراف وقوى سياسية إلى حوار الرئاسة والأمر المطروح فى الحوار خاص بتعديلات خاصة فى مواد الدستور؟ ولو كان هناك نية مخلصة وحقيقية ما كان ضُمنت تلك التعديلات فى مشروع الدستور نفسه قبل طرحه للاستفتاء.
وكذلك ما يثار عن قانون الانتخابات وطرحه للحوار.. بعد إيه؟! بعد أن تم دسترة قانون الانتخابات وهو نفسه الذى أجريت به انتخابات مجلس الشعب الباطل المنحل وكذلك مجلس الشورى الباطل والمحصّن من محمد مرسى؟!
إذن أىُّ حوار هذا.. حول إيه أيها السادة؟
إنه حوار باطل..!
كما أن الدستور باطل!
واستفتاء باطل!
ومجلس شورى باطل!
وتشريعات باطلة ستخرج عن «الشورى» الباطل!
إن الحوار الذى يدعون إليه أقرب إلى حوارات صفوت الشريف وحزبه الوطنى المنحل عندما كان يدعو الأحزاب الكرتونية وحلفاءهم إلى ما كانوا يسمونه حوارًا.
لم يتغير شىء، حتى برقية رئيس «الشورى» الذى هو صهر الرئيس الذى يرسلها إلى الرئيس.. نفس الأمر الذى كان من قبل فى سلطة حسنى مبارك.. لكن هذه المرة زاد أن محمد مرسى وأحمد فهمى نسايب.. والبيت بيتهم والزيت زيتهم.