لا تستغرب كثيرا إذا قلنا إنه يكفيك 15 دقيقة فقط من وقت دخولك إلي مدينة شبين الكوم إلي أن تخرج منها بسلام، لا من فرط السيولة المرورية ولكن لصغر مساحتها التي تبلغ 186 كم ويقطنها نحو 750 ألف نسمة وتسجل المدينة أقل نسب الأمية بين مدن الجمهورية.. وشبين الكوم التي يعود أصل تسميتها إلي «سبنتي» ومعناها «فرع النيل» مشيراً إلي بحر شبين، ثم أضيفت إليها «الكوم» وتعني باليونانية «القرية»، فأصبحت «شبين الكوم» تعني في مجملها «قرية فرع النيل» الذي هو ترعة بحر شبين، وظلت حتي العصر العثماني مجرد قرية صغيرة تبلغ مساحتها 3 آلاف فدان بما فيها الأراضي الزراعية إلي أن تم تحويلها إلي مدينة واختيارها لتكون عاصمة المحافظة في عهد محمد علي باشا مؤسس الدولة الحديثة. وستزيد الغرابة إذا تم الكشف عن أن أهم منشآت المدينة تابعة جغرافيا للقري المجاورة لها حيث تقع أغلب كليات جامعة المنوفية وجامعة الأزهر والمستشفي الجامعي علي أراض تابعة لقرية كفر طنبدي المجاورة وكذلك يقع مجمع المواقف الذي يصل شبين الكوم بباقي مدن الجمهورية في نطاق قرية «ميت خاقان» وكذلك نادي القضاة وعدد من المصالح يقع في نطاق قرية كفر المصيلحة، وكذلك مصنع غزل شبين الكوم الذي يقع جزء كبير منه علي حدود عزبة الجبالي وهو ما يعكس صغر مساحة المدينة التي تضطر لاقتطاع أجزاء من القري التابعة لها لإكمال البنية الأساسية. فيما قام بحر شبين الذي يخترق المدينة بتقسيمها إلي قسمين الأول توجد به المدينة الفعلية أو معظمها بدءا من ديوان المحافظة والمحاكم ومعظم النقابات الفرعية والمستشفيات والأسواق، وكذلك أكثر المناطق عشوائية بالمدينة وهما الحي القبلي والعزبة الغربية وهذا الجزء بالكامل يسمي بالبر الغربي. أما البر الشرقي فمعاناته أقل إذ يتمتع بتنظيم جيد ويخلو من الأسواق العشوائية وتسوده المباني الراقية وتماسك مرفق الصرف الصحي بشوارعه وهذا الجزء يعتبر للأثرياء فقط. فيما تعد مشكلة الصرف الصحي أهم مشاكل المحافظة بالرغم من وجود اللواء سامي عمارة محافظا للمنوفية، والذي عمل رئيساً لمجلس إدارة الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي قبل توليه العمل كمحافظ فأصبح مألوفًا مشهد غرق شوارع المدينة بالمياه نتيجة طفح المواسير وعجز المسئولين عن التحرك لحل الأزمة. بقي أن نشير إلي أن الرئيس حسني مبارك تلقي تعليمه في قلب هذه المدينة وتحديدا في مدرسة المساعي المشكورة التي لم يغادرها الرئيس سوي بعد انتهاء تعليمه الثانوي قبل أن يعود إليها عام 2005 ليلقي كلمة فيها أعلن خلالها ترشيحه لانتخابات رئاسة الجمهورية لفترة جديدة.