حينما تذكر مدينة دمنهور تذكر المعارضة الشرسة للحزب الحاكم في مصر، فهي بحسب نتائج الانتخابات الرئاسية الماضية، منحت لأيمن نور أصواتا أكبر من التي حصل عليها الرئيس مبارك، فضلا عن أنها أحد معاقل جماعة الإخوان المسلمين التي أصبح مرشحها الدكتور محمد جمال حشمت رقماً مهماً تحشد الأجهزة الأمنية ضده في أي انتخابات الآلاف من جنود الأمن المركزي كما حدث في انتخابات 2005 عندما واجهه مرشح الحزب الوطني د.مصطفي الفقي. وبالرغم من أنها بلد المشاهير التي عاش فيها العالم أحمد زويل والشاعر فاروق جويدة وعبد الوهاب المسيري وحسن البنا ، فإن هذه المدينة ما زالت إلي الآن تعيش أزمة إسكان واضحة وعندما تحركت الحكومة لإقامة مشروع إسكان مبارك لم تف بوعودها ، ولا تزال مساكن الموقف الجديد والأبعادية ملكاً للمجتمع لكن مع وقف التنفيذ. ليست أزمة الإسكان وحدها التي تؤرق مدينة دمنهور فقد فؤجئت المدينة مؤخرا بقرار اللواء محمد شعراوي محافظ البحيرة بإضافة رسوم النظافة علي فاتورة الكهرباء وتطبيق هذا القرار علي جميع مدن ومراكز وقري المحافظة، وهو ما مثل عبئا إضافيا علي الأهالي الفقراء. والغريب أن جميع رؤساء مصر ابتداء بجمال عبد الناصر وأنور السادات زاروا مدينة دمنهور ما عدا الرئيس حسني مبارك حتي إنه ألغي حضوره افتتاح أوبرا دمنهور في صورته الجديدة دون إبداء أسباب. ويعتبر ميدان الأوبرا - ميدان الساعة سابقا - مشهدا مصغرا للمشهد السياسي المأساوي في مصر، حيث يوجد في نطاق واحد جهاز أمن الدولة الرئيسي ومقر نقابة المحامين والحزب الوطني ومقر نواب الإخوان ومركز الشرطة ودار الإسعاف. جدير بالذكر أن مدينة دمنهور تقع غرب دلتا النيل شمال مصر، وتعد أول مدينة سكت بها العملة وهي عاصمة محافظة البحيرة ويحدها شمالا البحر الأبيض المتوسط، وشرقا فرع رشيد، وغربا محافظتي الإسكندرية ومطروح، وجنوبا محافظة الجيزة. ومن أهم معالمها مسجد التوبة ثاني مسجد في أفريقيا بعد مسجد عمرو بن العاص ومسجد الحبشي الذي بني في أوائل القرن العشرين وهو تحفة معمارية رائعة، وأوبرا دمنهور التي بُنيت في عهد الملك فؤاد وتم تجديدها وترميمها لتعود لشكلها الأول، ومبني مكتبة البلدية الذين بني في عهد الملك فؤاد، ومدرسة دمنهور الثانوية العسكرية وهو تحفة معمارية بنيت في عهد الملك فؤاد ومبني دار الإسعاف الذي بُني في عهد الملك فؤاد أيضا وسيطر عليه الحزب الوطني واتخذ مقرا له.