«ممكن اشتري الجورنان مرة في الشهر وأحيانًا بتطول الفترة جدًا، لأن تركيزي في معرفة الأخبار ليس علي الجرايد، لأن التليفزيون بيغني دلوقتي عن أي حاجة».. هكذا علق محمد عبدالغني - المدرس بإحدي المدارس الصناعية علي سؤالنا له حول اهتمامه بقراءة الصحف. أسرة محمد عبد الغني هي واحدة من بين 17% من الأسر المصرية التي لا تقرأ الصحف أو المجلات إلا أحيانًا وفقا لتقرير«ماذا يقرأ المصريون» - الصادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء مؤخرًا- الذي كشف أن 76% من الأسر المصرية لا تقرأ الصحف علي الإطلاق، بينما نسبة 7.1% فقط من الأسر تقرأها بانتظام. التقرير فسر عدم اهتمام المجتمع بالقراءة لوجود «أولويات في الحياة» مع انخفاض الدخول إضافة إلي ارتفاع أسعار الكتب. معرفة هذه النسبة الضخمة لابتعاد المصريين عن متابعة الصحف والمجلات دفعتنا لفتح هذا الملف لمناقشة الأسباب الحقيقية لذلك وكيفية العلاج. الدكتور أحمد زايد- أستاذ علم الاجتماع السياسي وعميد آداب القاهرة السابق- الذي قام بمراجعة التقرير أكد أن الدراسات التي تقوم علي العينات تكون فيها نسبة خطأ ولذلك يجب أن نأخذ هذه الأرقام علي أنها مؤشرات سريعة وليست نهائية وذلك ردا علي قول البعض إن العينة غير ممثلة ولا تصلح للحكم علي واقع بالمجتمع. ويري زايد أن نسبة التقرير مقبولة جدا في ظل انتشار الأمية لدي 30% من الشعب وخاصة عند الإناث وكون شراء الصحف عبئاً علي الفقراء . الناشر هشام قاسم تمني أن تكون النسبة الواردة بالتقرير صحيحة ووصفها بالجيدة جدًا، موضحا أنه تباع في مصر مليون نسخة يوميا علي 80 مليون مواطن وبفرض أنها تقرأ من 5 أشخاص فهذا يعني أن 20% بيقروا مضيفا أنه «أكيد كده كمان مركز الوزراء مدعم النسبة شوية». وبالرغم من ذلك فإن «قاسم» يري أن تدني نسبة قراءة الصحف يعني انهيارا لمنظومة المعلومات ويجعل المجتمع خصبا للشائعات مما يشكل خطورة علي الأمن القومي. وعن الحلول اللازمة لاعادة المصريين لقراءة الصحف، يري زايد أن الواجب ملقي علي الصحف نفسها فيجب أن تكون بها مصداقية ومعلومات جيدة وعليها أن تغير أسلوب توزيعها وتغري القراء بخفض أسعارها. ويشدد زايد علي أهمية وجود «صحف محلية» في المحافظات وحتي في المراكز الصغيرة لعرض أخبار الناس ومناقشة همومهم كما هو موجود في الخارج وإتاحة التسهيلات اللازمة لها وطباعة أعداد كبيرة منها بأسعار زهيدة.