في السينمات الرخيصة يتم عرض من 3 إلي 4 أفلام في البروجرام الواحد «الكام حتة اللي فيهم مايوهات وبوس من كل فيلم واقلب».. في السينمات الرخيصة يعلو دائماً صوت قزقزة اللب وقرقضة الفيشار علي صوت السماعات اللي غالباً بتكون بايظة.. في السينمات الرخيصة تصول الفئران وتجول بمزاج مزاجها وبمنتهي الحرية بين أرجل الجمهور وأقدامهم.. تقرقض في رجل الكرسي دا شوية وفي رجل الست دي شوية.. في السينمات الرخيصة تسود رائحة العرق وتختفي التكييفات تماماً.. في السينمات الرخيصة يندر أن تخرج بمحفظتك ونقودك وموبايلك.. خصوصاً إذا كنت من هؤلاء «الفرافير» اللي ما بيشيلوش مطاويهم في جيوبهم باستمرار.. في السينمات الرخيصة الموضوع مالوش أي علاقة بالفن سواء من قريب أو من بعيد والحكاية كلها ليست أكثر من مجرد «مكنة» ضلمة تصلح لتظبيط مُزَّة شاردة أو لاستنشاق عبق إزازة كُلّة أو بحثاًعن أي خناقة تصلح لتجريب المطواة الجديدة.. أو حتي لمجرد الأنتخة في المطلق بدال القعدة علي القهوة.. في السينمات الرخيصة الجمهور مايلزموش يعرف أفلام إيه اللي بتتعرض أساساً.. ولو كلف أحدهم نفسه ونظر إلي الأفيشات المتهالكة الرخيصة وهو بيقطع تذكرة.. فمن المؤكد أنها لن تعدو كونها نظرة حائرة في المطلق.. ومن المؤكد أيضاً أنه لن يهتم بأن يعلم علي وجه التحديد أي تلك الأفلام الأربعة سوف يعرض أولاً وأيها سوف يليه في العرض.. وفي أغلب الأحيان حتلاقوا بتوع السينما نفسهم ما يعرفوش، حيث يتم عرض الأفلام بظروفها وعلي حسب التساهيل.. في السينمات الرخيصة شاشات عرض لا تصلح لأن يتعامل معها الجمهور.. وجمهور لا يهتم كثيراً بما هو موجود علي شاشات العرض.. في السينمات الرخيصة.. لن ينبري أحدهم بعد تركيز عميق فيما شاهده ليؤكد بعدها أن الفيلم أونطة.. عايزين فلوسنا.. في السينمات الرخيصة لن يهتم الجمهور بكون الدراما منطقية أم غير منطقية.. لن يهتم بكون ما يشاهده نحتاً رخيصاً أم فناً حقيقياً بجد.. في السينمات الرخيصة لا شيء يهم بخلاف جلوسك علي كرسيك المتهالك.. وتستطيع بعدها أن تفعل ما يحلو لك.. ولكن في حدود ما لا يضر بمصلحة السادة البلطجية المنتشرين في جنبات وأرجاء قاعات العرض لمتابعة أي عوء أو أي كبسة آداب أو مخدرات قد تحدث.. في السينمات الرخيصة ماحدش من الجمهور يعرف بعد الفيلم اللي شغال.. أنهي فيلم اللي حيتعرض بالظبط !في السينمات الرخيصة لا يختلف الوضع كثيراً عنه.. في البلاد الرخيصة! هل كان أفلاطون عبيطاً؟! كان أفلاطون فيلسوفاً في غاية الفلسفة.. كان يرفض فكرة الحكومة الديمقراطية علي أساس أننا في المسائل التافهة كصناعة الأحذية نعتمد علي المتخصص ليصنعها لنا.. أما في السياسة فنفترض أن كل شخص قادر علي إحراز الأصوات «أو تزويرها» يستطيع إدارة المدينة أو الولاية.. وهكذا نسمح لأكبر مداهن أن ينهض إلي الحكم ويدعو نفسه حامي حما الشعب ويستولي علي السلطة المطلقة.. وكان أيضاً يكره الحكومة الأرستقراطية التي تحصر أمور السلطة (بالضمة أو الفتحة.. الاتنين شغالين) في مجموعة أشخاص بعينهم.. وتدمر نفسها بنفسها بسبب التهافت السريع علي جمع الثروة.. إذن.. ماذا كان يريد أفلاطون بالظبط.. لا ديمقراطية عاجباه.. ولا أرستقراطية ماليه دماغه.. طب عايز إيه؟! كان أفلاطون يري أن الحل يكمن في جعل الفرص متساوية أمام الجميع.. والأفضلية لمن يثبت المقدرة.. حيث يبدأ ابن الحاكم دراسته علي قدم المساواة مع ابن ماسح الأحذية وغاسل الصحون.. فإذا كان ابن الحاكم غبياً يرسب.. وإذا أثبت ابن ماسح الأحذية مقدرة.. فالطريق مفتوحاً أمامه ليصبح حاكماً في الدولة.. بعد أن يمر بعدة مراحل من الاختبارات القاسية الكثيرة التي تعتمد علي أن السلوك الإنساني يجري من منابع رئيسية ثلاثة.. الرغبة والعاطفة والمعرفة.. اللي سلوكهم بقي بيجري من المنبع بتاع المعرفة.. هؤلاء هم الرجال الذين يجدون بهجتهم في التفكير والتأمل وهم الذين يجب أن يحكموا الدولة! ويضع أفلاطون أسس لحماية وتحصين حكام الدولة بإقامة نظام لا يسمح لهم بتسلل الغرور إلي قلبهم.. حيث لن يسمح لهم باقتناء أملاك أكثر من احتياجاتهم.. ولن تكون لهم قصور خاصة بهم مغلقة بمزاليج حديدية ضخمة مغلقة في وجه الشعب.. كما أنهم سيتناولون الطعام مع الناس في وجبات مشتركة.. ويعيشون كالجنود في المعسكر.. ولن يأخذوا أكثر مما يكفيهم من الأموال.. يا دوبك! كان أفلاطون يري أن العدالة في المجتمع أشبه ماتكون بانسجام العلاقات التي تجمع الكواكب في حركتها المنظمة.. ويعترف بنفسه أنه وصف دولة مثالية صعبة التحقيق.. ولكنه مقتنع بأن أهمية الإنسان تكمن في قدرته علي تصور عالم أفضل! في عام 378 ق.م تلقي أفلاطون دعوة من «ديونيسيوس» حاكم «سرقسة» المزدهرة القوية عاصمة صقلية في ذلك الوقت لتحويل دولته إلي دولة مثالية «يوتوبيا».. وعندما فوجئ الملك بأن نظرية أفلاطون تستلزم منه أن يصبح فيلسوفاً أو يتوقف عن كونه ملكاً.. قفش علي أفلاطون.. وعصف به.. وطرده من القصر بتاعه شر طردة.. بعدها.. هام أفلاطون علي وجهه.. وكانت العيال الصغيرة بتحدفه بالطوب وهي بتشاور عليه وتقول.. «العبيط أهه»! تقول القصة بعد ذلك إن أفلاطون بيع في سوق العبيد.. حيث قام بشرائه وتحريره من العبودية أحد تلاميذه.. وأنا شخصياً رأيي أن الملك مش غلطان.. أفلاطون هو اللي عبيط.. حد برضه يروح لملك ويقوله.. «خليك فيلسوف يا إما ماتبقاش ملك».. حد يعمل كده؟!