لن يرحم التاريخ أعضاء لجنة «الغريانى-الإخوان» لكتابة دستور. فهم يمثلون قائمة العار.
وهم يعملون لصالح جماعة ولمصالحهم الشخصية.
ولا يعملون لصالح وطن.
لا يعلمون أن الدساتير تصدر بتوافق وطنى ومجتمعى.
فكان كل همهم إرضاء جماعة الإخوان وحلفائهم.
ويسيرون على خريطة طريق فى كتابة الدستور وضعها الإخوان.
شاركوا فى سيناريو دستور الإخوان وجرت مكافأتهم فورًا فمنهم من أصبح وزيرا، ومنهم من حصل على منصب استشارى، ومنهم من أصبح عضوا فى مجالس خاصة وبمكافآت مرتفعة، ومنهم من ينتظر مكافأته.
صنعوا دستورا على مقاس الإخوان.
صنعوا دستورا دون توافق.
صنعوا دستورا فى ظل انسحاب قوى حية من تأسيسية «الغريانى-الإخوان» وعلى رأسها الكنيسة المصرية.. ولم يعيروا ذلك اهتمامًا واستمروا فى غَيِّهم.. وامتدت جلستهم الأخيرة حتى الصباح لكى ينجزوا دستورهم، رغم أن مرسى كان قد مد عمل جمعية «الغريانى-الإخوان» شهرين بقرار رئاسى محصَّن فى إعلان دستورى مستبدّ.. لكن تعليمات مكتب الإرشاد والحاكمين الأصليين قد سبقت ونفذت.
صنعوا دستورا يُغضِب الصحفيين.
صنعوا دستورا يُغضِب المحامين.
صنعوا دستورا يُغضِب القضاة.
صنعوا دستورا يُغضِب الكنيسة.
صنعوا دستورا للقضاء على المحكمة الدستورية.
صنعوا دستورا لا يراعى وضع مصر الإقليمى والدولى.
صنعوا دستورا يُجيز لأى أحد منهم إغلاق صحيفة أو قناة تليفزيونية وتشريد المهنيين بحكم واحد من القضاء الذين يريدونه أن يكون تابعا لهم.
صنعوا دستورا يجيز لأى منهم مصادرة النقابات المهنية وحلها لا مجالس إداراتها فقط.
صنعوا دستورا فيها مواد تفصيل على بعض الشخصيات ولصالح أفراد معينين أو لإقصاء شخصيات لم ترضَ عنها الجماعة.
لقد وصلوا إلى حالة من الفُجر والكذب والتضليل لم يصل إليها أحد من قبل.. حتى إنهم يقولون بعد ذلك إنه أفضل دستور فى التاريخ.
ويقولون أيضا إنه دستور توافقى.. رغم أن هناك انسحابات كثيرة من أعضاء الجمعية التأسيسية فضلا عن رفض قطاعات كبيرة فى المجتمع لهذا الدستور المشبوه.
ووصل الفُجر بعدد من أعضاء التأسيسية بعد أن انتهوا من الدستور وسلموه إلى رئيسهم محمد مرسى وانتهت صلتهم بذلك بالدستور ومسودته وبالجمعية التأسيسية باعتبار أن الجمعية انتهت أعمالها بإعلان محمد مرسى الدعوة إلى الاستفتاء العامّ، وصل بهم الفُجر إلى أنهم عقدوا مؤتمرا صحفيا فى مقر مجلس الشورى الذى كان مقرا للجمعية التأسيسية التى أنهت أعمالها وأصبحت منحلة باعتبارهم ما زالوا أعضاء فى «التأسيسية» (وبعد ذلك تثق بما يقولونه أو يبصمون عليه) ليقدموا وجبة من الشرشحة للمعارضين لمشروع دستورهم.
فمن أى جاؤوا بكل هذا الغرور أو قل ما شئتَ عنهم، تحت اسم جمعية تأسيسية قد انتهت ولم يعد لها وجود؟
ناهيك بما فعله محمد مرسى فى دستور «الغريانى-الإخوان».. فهو لم يقرأه وأحاله فى نفس اليوم الذى تسلمه فيه إلى الاستفتاء رغم كل الاعتراضات التى وصلت إليه، إلا أنه جاءت إليه التعليمات للتنفيذ.. فنفذ بقرارات محصّنة بفضل ترزية قوانين أكثر رداءة من ترزية مبارك.