أنا متفائل بطبعي، لا أحب التشاؤم، دائماً أنظر إلي نصف الكوب المليان وأراقب عنق الزجاجة لأفرح بلحظة الخروج منها، وأغضب من التعليقات المتشائمة لشباب الفيس. كتبوا مؤخراً: هو ليه الناس مش مصدقة أن العدل في مصر مجرد شركة انتاج سينمائي! كما كتبوا: زمان كان الملوك والأمراء بيعاقبوا الواحد أنهم ينفوه بره البلاد، لكن دلوقتي بيعاقبوه انهم يمنعوه من السفر.. عارفين أن البلد أكبر عقوبة له! وعندما شاهدت «الغرياني» في قاعة المؤتمرات الكبري بمدينة نصر يقف أمام القاعة مع الرئيس محمد مرسي لاستقبال أعضاء جمعية سلق الدستور علي طريقة «أبو العروسة»، شعرت ببوادر حالة تشاؤم تسري في أوصالي لأول مرة، تشبه انفلونزا الشتاء، وحاولت أن استدعي دموع الوطنية وأقلد الغرياني في البكاء فلم تطاوعني العين بالدموع وبدلا من أن «أعيط» ضحكت بأعلي صوتي، هيستريا بقه، عندما قال الغرياني في كلمته أمام الرئيس بعد أن قدم له مشروع الدستور الجديد: إن الجلسة الأخيرة للجمعية استغرقت 20 ساعة متواصلة. شباب الفيس بالمناسبة كتبوا عن جلسة سلق الدستور التي انتهت مع الساعات الأولي من صباح الجمعة الماضي: أنا لو عضو في التأسيسية وسهروني لوش الصبح، أرفض طبعاً هو أنا ماليش أهل؟ أنا أقول لكم يا شباب الفيس: الغرياني كان «متسربع» علي ايه، وكان بيسابق الزمن ليه للانتهاء من الدستور بهذه الطريقة التي جعلته «يستغرق» 20 ساعة متواصلةفي سلق الدستور. الغرياني لم يسابق الزمن فقط بل كان يسابق العدالة التي شبهتموها بشركة انتاج سينمائي، ولكم كل الحق بعد أن تابعتم الإعلان الدستوري المشئوم الذي أصدره الرئيس مرسي ليغتال به السلطة القضائية، ويمنح نفسه سلطات فوق الدستور والقانون، في اصدار قرارات وقوانين محصنة ضد الطعن عليها أمام القضاء، ومنها طبعاً قراره المتسرع بطرح مشروع الدستور للاستفتاء الشعبي يوم 15 ديسمبر، لقطع الطريق أمام المحكمة الدستورية العليا وسبقها بساعات إذا قضت ببطلان الجمعية التأسيسية أو مجلس الشوري أو الاثنين معاً، فيكون قرار الرئيس بعرض الدستور للاستفتاء نافذاً وفي قول آخر ملغي ويبطل الاعلان الدستوري!. الدستورية أمس فشلت في عقد جلستها بعد احتلالها منالاخوان داخليا وخارجيا وفشل القضاة في الدخول لعقد الجلسة فعلا الرئيس وجةماعته يرعي القضاد وسجن من أجله في السابق وهذا يستدعي محاكمتهم بتهمة تعطيل المحكمة. سلق الدستور وخطفه لصالح الاخوان الذين كونوا ظهيرا سياسيا أمام جامعة القاهرة لحظة الاحتفال ببروفة الدستور في قاعة المؤتمرات هل هو قرار «الغرياني» الذي قال للرئيس في صيغة الأمر: عليك أن تبادر اليوم قبل الغد بدعوة الشعب الي الاستفتاء علي الدستور؟! ولماذا ضرب الغرياني عرض الحائط بالإعلان الدستوري الذي مد عمل التأسيسية شهرين للتوافق علي مواد الدستور، وأصر علي سلقه في 20 ساعة؟! وهل يليق برجل جلس علي كرسي رئيس المجلس الأعلي للقضاء في يوم من الأيام أن يشبه رفض المجتمع المدني لسلق الدستور ودس السم القاتل في مواده، وانسحاب أكثر من 40 عضوا من الجمعية حتي لا يكونوا شركاء في جريمة اعداد دستور لا يليق بمصر بأنها عملية أحقاد، ويتلو في قاعة المؤتمرات أبيات شعر يوجهها لأعضاء جمعية السلق: كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاً.. فمن هم الحاقدون في نظر الغرياني؟ الغرياني معذور والرئيس مرسي أيضاً الأول سلق والثاني دعا الشعب إلي وليمة فاسدة، الأوامر صدرت لهما من المقطم حيث يوجد مكتب الارشاد، الاستفتاء علي الدستور في الوقت الحالي، بعد لحس الرئيس لتعهداته بعدم تقديم دستور للشعب لا يحوز التوافق العام وضع الشعب في مواجهة مع بعضه يوم 15 ديسمبر أمام لجان الاستفتاء الرئيس اختار خندق الاخوان، ولم يعمل حساب الوضع المحتقن، ووضع البلد في كتلة من النار، والقي الكرة في ملعب الشعب ليقول نعم أو يقول لا أو يقاطع الدستور الاخواني المسلوق.