وصف شيخ الأزهر أحمد الطيب برامج التوك شو على الفضائيات المصرية بأنها "منعدمة الضوابط ولا توصل إلى نتائج صحيحة". وقال الطيب، في بيان صحفي، اليوم الثلاثاء: "ضوابط الحوار منعدمة في أغلب برامج التوك شو، فالكثير ينطلق من مقدمات لا توصل إلى نتائج صحيحة، وهذا عيب في المقدِّم وفي المتحاورين".
وتشهد مصر حالة من التوتر السياسي الحاد بين مؤيدي ومعارضي الرئيس مرسي عقب إصداره إعلانًا دستوريًّا جديدًا 22 من الشهر الماضي حصّن فيه قراراته من الطعن والإلغاء، كما حصّن فيه الجمعية التأسيسية لوضع الدستور الجديد ومجلس الشورى (الغرفة الثانية للبرلمان) من الحل، وهو ما اعتبرته المعارضة "تغولاً ديكتاتوريا"، فيما برره المؤيدون بأنه محاولة "لحماية مؤسسات الدولة من التفكك"، و"لقطع الطريق أمام النظام السابق من العودة".
وأضاف شيخ الأزهر أن الحوار هو الحل الوحيد للعبور بمصر إلى بر الأمان وأنه لا استقرار في ظل التصادم، قائلاً "إن الحوار أقره الإسلام وجعل له ضوابط تعلي من قيمته ليصل بالمتحاورين إلى نتيجة".
وأوضح أن "الأزهر في هذه الآونة له دور بارز في جمع كل الفرقاء في الوطن، وأن واجبه ومهمته البحث عن الطريق الوسط الذي يخرج الأمة من الأزمات التي نراها في الساحة وحماية الشعب من التمزقات التي يحاول أن يروجها البعض".
ولفت الطيب إلى أنه "يحق للشعب المصري الصامد أن يعلق آمالاً كبيرة على الأزهر الشريف"؛ مبررًا ذلك بأن "الأزهر عبر التاريخ كان يقود الأمة في الفترات الحرجة من تاريخه، فالأزهر هو قائد المقاومة للمحتلِّين الفرنسيين والإنجليز؛ وبذلك أصبح ضمير الأمة الذي ينبض بآلامها وآمالها".
وتابع "إن الله سبحانه وتعالى أراد للأزهر أن يكون وسطًا بالرغم من أنه بُنِيَ ليكون داعيًا لمذهب معيَّن"، موضحًا أن "سر بقاء الأزهر وقوته حتى يومنا هذا أنه يعبر عن ضمير الأمة كلها، فالأزهر لا يتخندق في مذهبٍ معين، أو مدرسة بعينها، وإنما يحتضن الجميع".
وانتقد خبراء إعلاميون في تصريحات له في وقت سابق الأداء الإعلامي مؤخراً لغالبية الفضائيات المصرية معتبرين أنها "تكرّس الانقسام في الشارع السياسي".