شبّه المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع، الرئيس محمد مرسى، بذى القرنين، حينما بنى السد، حيث قال ذو القرنين «أعينونى بقوة» وهذا ما قاله مرسى، على حد تعبيره. بديع الذى وصف، خلال كلمته التى ألقاها مساء أول من أمس، بعد صلاة المغرب فى لقاء الثلاثاء بمسجد عمرو بن العاص، مرسى ب«الأخ»، كأنه لا زال عضوا لديه فى جماعته، أضاف ساخرا من عبد الناصر والسد العالى، ومقارنا بينه وبين سد ذى القرنين «ما قالوش قولنا هنبنى وادينا بنينا السد العالى وقعدوا يغنوا 11 سنة».
بديع أشار إلى أن النهضة ليست ملكا للإخوان ولا الرئيس مرسى ولا «الحرية والعدالة» بل هى ملك مصر وأبنائها فمصر للجميع وكلهم أعضاء فى اتحاد ملاك مصر، موضحا: «إن أردتم نهضة لبلادكم فعليكم بتنفيذ القرآن». بديع أضاف «الأخ الرئيس لا نزكيه على الله، لكن لا بد أن لا نجلس فى موقف المتفرجين، وكل همنا النقد والتجريح والإيذاء، فكما قال سيدنا عمر «لو عثرت بغلة فى العراق سيحاسب عليها» لكن الحديث الشريف يقول «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» أى أننا كلنا مسؤولون، المرأة والخادم وعامل المزلقان وعامل الإشارات، فالمسؤولية واجب الأمة، فيجب أن تكون لدينا رقابة ذاتية وأن يكون ضميرنا هو الرقيب على تصرفاتنا».من جهة أخرى، انتقد عدد من المؤرخين والسياسيين الناصريين سخرية مرشد الإخوان من مشروع السد العالى، حيث قال المؤرخ الدكتور عصام الدسوقى، ل«الدستور الأصلي»، إن جماعة الإخوان المسلمين تعادى جمال عبد الناصر وفترة حكمه على طول الخط ولم يذكرو لعبد الناصر ما حققه من عدالة اجتماعية وتنمية واستقلال للبلاد، والذى من أهم أعماله بناء السد العالى.أستاذ التاريخ الحديث أضاف أن مرشد الإخوان أخطأ فى المقارنة بين عبد الناصر ومرسى، موضحا أنه لا يوجد أى وجه للمقارنة بينهم، مضيفا أن الصراع السياسى بين الإخوان وناصر جعل أعضاء الجماعة يحملون ضغينة فى قلوبهم من عبد الناصر، مشيرا إلى أن التاريخ يؤكد أنه لا شهادة لأى شخص يحمل فى قلبه ثأرا ولا يُعتد بشهادته.
الكاتب الصحفى عبد الله السناوى قال إن على مرشد الإخوان أن يتحدث فى ما يعلمه فقط، فبناء السد العالى ليس أغنية كى يسخر منها المرشد، فهذا كان فخرا لمصر، نظرا لأن السد العالى يعتبر أكبر مشروع هندسى فى القرن العشرين شهدته مصر، ولعب دورا كبيرا فى شكل مصر وعلاقتها الدولية، بالإضافة إلى أن بناء السد العالى هو تجسيد حقيقى للنهضة، وليس النهضة التى يتكلم عنها الرئيس أو المرشد أو الشاطر الذين لا يوجد لديهم أى فكرة أو رؤية للنهضة.