أتابع خطوات وزير التعليم الجديد أحمد زكي بدر منذ اليوم الأول الذي عين فيه لهذا المنصب، والحق أقول إنني تعودت علي أن انتقد سلوك وقرارات وتصريحات زملائه من أعضاء مجلس الوزراء ولكنني مع هذا الوزيراكتشفت أن الأمور مختلفة والمسائل الراجل واخدها جد وهو يلف ويدور علي المدارس والمديريات ولا يترك شكوي إلا وأمر بالتحقيق المحايد فيها، ولكني أتوقف أمام عدد من قرارات الوزير، أولها رفضه الحصول علي البدل المخصص للوزير من مجلس الوزراء، ولا أدعي معرفة بهذه اللوكشة التي يتقاضاها الوزير من مجلس الوزراء، ولكن طالما أن الرجل رفضها فهو هنا يعلن عن أداء متميز وسلوك رفيع، ويتعين بعد ذلك أن يكون قدوة لغيره من السادة أعضاء مجلس الوزراء، ويا حبذا لو أن فيروس أحمد زكي بدر الممتنع عن قبض ما هو مخصص له من مجلس الوزراء كوزير انتقل ليعدي بقية السادة الأفاضل أعضاء مجلس الوزراء فيصنعوا الشيء نفسه ويتفضلوا ويتكرموا ويعلنوا أنهم ليسوا في حاجة إلي مثل هكذا مخصصات والعمل بعد ذلك علي تحويلها إلي من يستحقها من أبناء الشعب المصري وهم كما يعلم السادة الوزراء أكثر من الهم علي القلب. أما الموقف الثاني لأحمد زكي بدر فهو منعه سفر بعثة تعليمية إلي السودان للإشراف علي الامتحان، وأنا بصريح العبارة اندهشت لهذا الرفض وقلت بيني وبين نفسي .. هل يضمر الوزير شراً لأهل السودان أو للمصريين المقيمين هناك فكيف يمكن للطلبة الذين يتلقون علومهم هناك أن يؤدوا الامتحان بدون بعثة تعليمية؟.. وجاءني الرد سريعا ومفحما.. فهناك في السودان بالفعل بعثة تعليمية مقيمة هناك وتستطيع أن تتولي هذه المهمة علي الوجه الأكمل وأن قرار السيد وزير التعليم وفر علي الدولة أكثر من نصف مليون جنيه وهذا أمر ينبغي أن نشكر الوزير عليه ونحييه لأن هذا الرجل وضع الصالح العام نصب عينيه وهو يتخذ القرارات وهذا الأمر المحمود نطالب بقية الوزراء علي أن يسيروا علي نهجه فلا فشخرة بعد اليوم ولا بهرجة بدون لزوم فنحن في أشد الحاجة لربط الحزام حول البطون.. ولكن هل توقفت المساعي الحميدة لأحمد زكي بدر عند هذا الحد، الجواب بالتأكيد.. ب «لا» .. لأن الرجل يقلب في الدفاتر القديمة ويحقق ويدقق في مسألة الكتب المدرسية وهو ألغي لجان وأزاح مستشارين جانبا ولن تكون هناك ترسية لعطاء بالأمر المباشر، وحكاية «شيلني وأشيلك» ستصبح فعل ماض داخل أروقة الوزارة وهي عملية تنظيف وإعادة تقييم وعودة إلي الطريق القويم ينبغي لنا أن نشكر عليها وزير التعليم الذي لم تقع عيني عليه في يوم من الأيام ولم أسمع صوته ولا أعرفه ولا أنوي أن أنول هذا الشرف في مستقبل الأيام ولكنه السلوك المختلف والعمل النزيه والذي سوف يترك بالتأكيد سمعة طيبة هي التي سوف تبقي لأن الإنسان.. كل إنسان إلي زوال ولكن ما يبقي هو السمعة التي قد تأخذك إلي باطن الأرض أو ترفعك إلي عنان السماء وعلي الرغم من أن البعض لم يرحب بهذا الرجل في هذا المنصب واعتبروا أنه مجاملة للوالد الراحل.. إلا أن أداء أحمد زكي بدر أثبت بالفعل أنه جدير بالمنصب وأهل له ونتمني أن يواصل عملية إعادة البيت علي أفضل أساس لأنه في النهاية وعلي رأي أستاذنا الكبير رءوف توفيق.. «لا يصح إلا الصحيح»!!