قفز الزمالك لمقدمة جدول الدوري العام، فبعد أن كان يصارع من أجل البقاء في دوري الأضواء ويجلس متربعا علي عرش المركز الرابع عشر منفردا بقيادة اثنين من أفضل المهاجمين في تاريخ مصر أحمد حسام «ميدو» وعمرو زكي شاء القدر أن يصبح الزمالك بأحمد جعفر أفضل، وأن ينافس علي بطولة الدوري ويقلص الفارق بينه وبين الأهلي المتصدر «طول عمره» إلي سبع نقاط فقط ويجلس في المركز الثالث، وربما نجده الأسبوع القادم في مركزه المفضل «إللي وحش الزملكاوية قوي» الثاني بعد الأهلي مباشرة. الزمالك في طريقه لقمة الدوري أو علي الأقل للمركز الثاني، فاللاعبون أصبحوا يعرفون طريق الفوز جيدا ويسيرون في اتجاهه بسرعة البرق ومعهم مدرب عندما يقوم باختيار لاعبي الفريق يبحث عن لاعبين يعشقون الفوز، وإذا لم يجدهم يبحث عن آخرين يكرهون الهزيمة، لذلك تجد أن جماهير الزمالك تهتف في المدرجات باسمه أكثر من هتافها لكل اللاعبين مجتمعين وتعتبره هو النجم الأول والأخير في الفريق لدرجة أنه في مباراة الاتحاد كانت أعداد الجماهير التي لم يسمح لها الأمن بالدخول لا تقل عن أعداد الجماهير التي جلست في المدرجات. إنه حسام حسن الذي لم يعد مجرد لاعب كرة فذ، هدم نظريات ورثناها «كابر عن كابر»، وحطم الأرقام القياسية في عدد المباريات الدولية وتجاوز حاجز السن و«رخامة» بعض المدربين الأجانب وتحدي إدارة الأهلي ونجح في التألق في الزمالك بعد أن جاوز الثلاثين لكنه أثبت نظرية جديدة هي أن اللاعب الفذ يمكن ببساطة أن يكون مدربًا عظيمًا. نعم حسام حسن ابتكر نظرية تحتاج للدراسة من أساتذة الجامعات، فالنجم يمكن بسطوة نجوميته أن يسيطر علي النجوم، وطالما أن اللاعب لديه رؤية في الملعب أثناء لعبه يمكن أن يطبقها وهو مدرب ويحقق انتصارات مذهلة، لا يستطيع أن يحققها أحد المدربين المتقاعدين الذين تهبط فرقهم ويحللون مباريات المنتخب ويتحدثون عن أخطاء المدربين لكن نجومية حسام جعلته ينتقل من مكانة اللاعب الأهم إلي مكانة المدرب الأبرز في عامين فقط. حسام المدرب لا يمكن أن نفصله عن حسام اللاعب بل إنه استكمال لمسيرة نجاحه وإصراره وعناده وقتاله وخبرته وفكره وحزمه وحسمه ورؤيته وحماسه وحبه للمكسب، فمثلما كان أسطورة تهديفية لا يمكن أن يتجاوزها أي مهاجم في مصر، أصبح مدربا يهزم مدربيه الذين قاموا بتدريبه طوال تاريخه الكروي، ففاز بالزمالك علي نادي الاتحاد السكندري بقيادة البرازيلي كابرال، وبعدها فاز علي نادي بتروجت بقيادة مختار مختار مدربه الأسبق في الأهلي وأعتقد أنه في نهاية الموسم الحالي سيهزم كل مدربيه السابقين ليثبت لهم أنه يعرف طرق لعبهم أكثر من أنفسهم. الزمالك مع حسام في أمان، وفي طريقه للعب في بطولة أفريقيا العام القادم، ولحصد النقاط في المباريات الصعبة، ليس فقط لأنه صاحب قدرات خاصة وموهبة متفردة فقط، لكن لأنه الشخص الوحيد في تاريخ النادي «تأسس منذ 99 سنة» الذي اتفق عليه ممدوح عباس ومرتضي منصور، بل إن كليهما يحبه ويري أنه خير دواء لمشاكل الفريق الأول وأنه محمد توفيقالوحيد القادر علي إعادة افتتاح مدرسة الفن والهندسة التي ظننا أنها انتهت إلي غير رجعة، لكن بركاتك يا عم حسام.