بعد ثورة 25 يناير المباركة والتى اعادت للمصري كرامته بدأت مصطلحات جديدة تظهر فى المجتمع المصري بعد اطلاق الحريات بشكل كبير جدا و انشاء اكثر من 20 حزب وحركة سياسية دفعة واحدة خلال اشهر قليلة من اهم اشهر هذه المصلطحات مصطلح اللجان الالكترونية وهو مصطلح ظهر بعد ان تأكد لدى كل الشعب المصري اهمية الفيس بوك والتويتر و اليوتبوب وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعى التى كان لها تأثير كبير ومخيف على الثورة واسقاط النظام السابق وتعد اللجان الالكترونية موجه اساسي لمزاج الشعب المصري فى كل قضية من قضايا الراى العام . وانا هنا لا اريد الحديث عن تكوين اللجان الالكترونية بالتفصيل ولكن الظاهرة تحتاج للتوقف امامها قليلا فرغم تعدد اللجان الالكترونية واصبح عددها بالعشرات الا ان المربع الذهبي لو صح التعبير يسيطر عليه اللجان الالكترونية للبرادعي ولجان الاخوان المسلمين ولجان الفلول واخيرا اللجان الالكترونية السلفية وهذا الترتيب الذي ذكرته هو الترتيب الزمني من حيث وقت الظهور على الشبكة العنكبوتية فلجان الدكتور محد البرادعى هى الاقدم وظهرت فعليا منذ عودة الدكتور البرادعى الى مصر فى فبراير 2010 بعد انتهاء خدمته فى وكالة الطاقة الذرية وبعد ان شن نظام مبارك حملة اعلامية شرسة عليه فى صحف الحزب الوطني قامت اللجان الالكترونبة بشكل تلقائي بالدفاع عنه واظهار دوره الوطني والترويج لوثيقه البرادعي نحو الديموقراطية وضمت اللجنة الرعيل الاول من النشطاء والمدونين ثم بعد 25 يناير انشأ الاخوان اللجنة الاكترونية الخاصة بهم والتى لعبت دورا فى انتشار الاخوان سواء فى استفتاء الدستور فى مارس 2011 او انتخابات البرلمان بغرفتيه ثم انتخابات الرئاسة اما لجان الفلول فعملت بشكل عنيف على تشويه الثورة والثوار والدفاع عن مبارك فى سجنه وعن نظام الفلول كما سخرت لجان الفلول كل طاقاتها للدفع وراء الفريق شفيق ابان انتخابات الرئاسة و لكن دعونا نسلط الضوء على النوع الاخير والاخطر من اللجان الالكترونية وهى اللجان السلفية بكل طوائفها وهى الاكثر اثارة للبلبلة والارباك فى شبكة الانترنت خاصة والمعلوم عن الشخصية السلفية احترامها للجميع وحسن الحديث ودماثة الخلق وهو ما يخالف طبيعة عمل اللجان الالكترونية من الطعن فى الخصوم والسخرية منهم بالكاريكاتير والكلمة والاغنية والمشاهد التمثيلية وفى الحقيقة كان الامر مستهجن من الكثير من السلفيين فى البداية الا ان تحقيق المكاسب السياسية اعمى البعض عن هذا الانحراف وقليلا هم من ظلوا مستمسكين على المنهج وبدأت اللجان فى الهجوم على المنافسين السياسين والسخرية منهم الا ان السحر انقلب على الساحر كما يقال وبعد ان بدأت الصراعات الداخلية انشقت اللجان الى جبهات تؤيد الشيخ فلان والشيخ علان وخصصت لها ميزانيات كبيرة واول من ذاق سمها السلفيين انفسهم فبمجرد اعلان محمد يسري سلامه تركه حزب النور نال من السباب والهجوم ما ناله واصبحت الامور خارج السيطرة لقد اصيب التيار المحافظ بالداء وان كنا نعذر اللجان الاخري التى ليس لتيراتها قاعدة فى الشارع باللجوء الى الفضاء السيبراني.
الاخطر هو القادم فبعد تخلي الدعاه واهل الدعوة للدين عن ثغورهم واتجاههم لهذا الانحراف الاخلاقي والفكري وتخصيص منبارهم للسب والشتم بدلا من تعليم الناس الدين والدعوة للاخلاق والتعريف بالنبي المصطفى عليه الصلاة والسلام لقد اصبحت لجان السلفية تقلب الحق باطلاو الباطل حقا طالما سيحقق هذا رغبة الشيخ فلان وسيضيف لنا مكسب دنيوي ولا اريد ان اذكر اسماء المواقع والصفحات بل والشيوخ المشرفين على هذه الفضيحة رغم ان كل ابن ادم خطاء الا ان (غلطة الشاطر بالف) , إن العودة السريعة الى الثوابت وترك هذا المجال الملوث والاعتذار عنما بدر منا فى المرحلة الماضية هو الامل الوحيد لعودة ثقة جموع الشعب المصري فينا مرة اخري والاعتراف بالحق فضيلة.