حسم الأزهر الشريف، الخلاف الذى شهدته وزارة التربية والتعليم ومركز تطوير المناهج بسبب عبارة «من بدل دينه فاحترموه»، التى احتواها كتاب التربية الوطنية للصف الثالث الثانوى فى الباب الثانى من الكتاب، حيث طالب بحذفها. وكان تربويون قد انتقدوا وجود العبارة ووصفوها بأنها محاولة من الوزارة لاسترضاء التيارات المضادة للإسلام والإسلاميين، حتى لو كان ذلك على حساب تحريف أحاديث الرسول الكريم، ودفع وفاء مشهور القيادية بجماعة الإخوان المسلمين إلى الهجوم على مشرفى مناهج التربية الوطنية للمرحلة الثانوية، ووصفت إقرارهم لهذا الكتاب بأنه جرم ليس أقل مما فعله أقباط المهجر، الأمر الذى دفع بوزير التربية والتعليم الدكتور إبراهيم غنيم إلى إرسال نسخة من الكتاب إلى الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، لمراجعة الكتاب وتعديله بما يتماشى مع الشريعة الإسلامية.
الأزهر أوصى بحذف عبارة (من بدل دينه فاحترموه) بصفحة 64 من كتاب التربية الوطنية للصف الثالث الثانوى، واعتبر تقرير الأزهر الصادر بهذا الشأن أن العبارة التى يحتويها الكتاب مصاغة بشكل يعتبر فيه تحريف فى حديث رسول الله الذى يقول «من بدل دينه فاقتلوه».
وفى ما يخص كتاب المواطنة للصف الثانى الثانوى والتربية الوطنية للصف الأول الثانوى الذى تضمن عبارة «إن الانتماء والولاء للوطن يبدأ بالمدرسة ثم الجماعة الدينية وجماعة الرفاق»، أكد الأزهر أن الكتب المشار إليها لا يوجد بها ما يخالف العقيدة الإسلامية ولا أحكام الشريعة الإسلامية. محمد السروجى، المتحدث الرسمى باسم وزارة التربية والتعليم، أكد أن مشيخة الأزهر الشريف ومجمع البحوث الإسلامية أرسلا رأيهما الفقهى بعدما طلبت الوزارة آرائهما فى كتب المواطنة وحقوق الإنسان والتربية الوطنية للصفوف الأول والثانى والثالث الثانوى.
السروجى أكد أن خطاب الأزهر أوصى بحذف عبارة من «بدل دينه فاحترموه» بكتاب التربية الوطنية للصف الثالث الثانوى، والواردة بصفحة 64 باعتباره تحريفا للحديث الشريف، دون إبداء أى ملاحظات أخرى على الكتاب الذى أثار الجدل، موضحا أنه فى ما يتعلق بكتابى الصفين الأول والثانى الثانوى فخطاب الأزهر أوضح أنهما يخلوان مما يخالف العقيدة الإسلامية والشريعة أيضا.
مصادر داخل وزارة التربية والتعليم أكدت ل «التحرير» أن الوزارة ومركز تطوير المناهج يتوعدان عقب إجازة عيد الأضحى مباشرة بإحالة مؤلف الباب الثانى من كتاب التربية الوطنية للصف الثالث الثانوى «حقوق الإنسان وفلسفة التغيير» إلى التحقيق.
المصادر أشارت أيضا إلى أن الجزاء بناء على تقرير الأزهر الشريف الذى أثبت تحريف الحديث الشريف «من بدل دينه فاقتلوه»، سيقع على مؤلف هذا الباب، موضحة أن أبواب الكتاب تم تأليفها من قبل 6 مؤلفين هم: الدكتور وليد طاهر محمد، والدكتور وصفى حكيم، وبسنت أحمد، والدكتور سالم مرزوق الرفاعى، وفاروق محمد خلاف، وغادة رشاد محمد والدكتور محمد شريف- مستشار الفلسفة، وتحت إشراف التربوى الدكتور صلاح عرفة ومراجعة علمية من الدكتور سعيد إسماعيل بكلية التربية بجامعة عين شمس، ولفتت المصادر إلى أن الدكتور سالم مرزوق الرفاعى هو من قام بتأليف الباب الثانى من الكتاب «حقوق الإنسان وفلسفة التغيير»، الذى أثير مؤخرا حوله الخلاف الدائر حول ما تضمنه هذا الباب من مربع به «من بدل دينه فاحترموه».
الدكتور محمد شريف، مستشار مادة الفلسفة بوزارة التربية والتعليم ورئيس لجنة تأليف كتاب التربية الوطنية، قال ل«الدستور الأصلي» إن مؤلف الباب الثانى «حقوق الإنسان وفلسفة التغيير»، لم يكن يقصد تحريف الحديث الشريف، وإنما تأكيد حرية الاعتقاد والتعبير عن الرأى، مستدلا على عدم تعمد التحريف بأنه لم يشر فى المربع إلى أنه حديث للرسول أو حديث شريف، قائلا «نحن مستعدون للمساءلة إذا رأت الوزارة إحالة أى من مؤلفى الكتاب إلى التحقيق، لافتا إلى أنه سيتم إرسال نشرات لكل المديريات والإدارات التعليمية على مستوى الجمهورية بحذف هذا الجزء من المنهج وعدم تقرير دراسته على الطلاب، على أن يتم دراسة باقى أجزاء الباب دون الإشارة إلى العبارة المكتوبة فى المربع خلال الدراسة».
مستشار الفلسفة أكد أن كتب التربية الوطنية بعيدة عن الإشارة إلى السياسة سواء من قريب أو من بعيد، وبعيدة عن أخونة المناهج وأنه بعيد عن توجهات الإخوان، أو فرض أفكار غربية أو أجنبية على المناهج، مؤكدا أن المناهج مصرية 100%، وتابع «إن كثرة الاستشهاد بالآيات القرآنية تأتى فى إطار أننا فى دولة إسلامية معظمها إسلاميون وبالتالى الهدف منها تنمية الوازع الدينى لدى الطلاب، كما أن الاستشهاد بآيات الإنجيل فى الكتاب يهدف إلى المساواة والحرية والعدالة».