ماذا جري لحزب التجمع؟! .. هذا الحزب الذي حمل لواء التغيير في مصر.. وكان كل مرشحيه في الانتخابات يحملون شعار التغيير بل استخدموا الآية القرآنية «إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم».. لكن التجمع يأتي الآن وعلي يد رئيسه «رفعت السعيد» العضو المعين «دائماً» في مجلس الشوري ليقف موقفاً مغايراً من القوي السياسية والوطنية التي تدعو إلي التغيير.. وتجد في شخص الدكتور «محمد البرادعي» مرشحاً أفضل في تلك المرحلة التي ساد فيها الديكتاتورية والاستبداد.. وهي المرحلة التي عاني خلالها حزب التجمع وقياداته ومرشحوه في الانتخابات الكثير.. وزورت الانتخابات لمنع مرشحي التجمع من الوصول إلي المجالس النيابية.. ولكن يبدو أن التزوير يتم الآن لصالح حزب التجمع بالاتفاق مع الحزب الوطني في ظل القيادة الحالية للتجمع.. لقد أصدر حزب التجمع خلال الأيام الماضية بياناً داخلياً منسوباً إلي رئيسه «رفعت السعيد» والذي جاء فيه «أن فكرة ترشيح كل من يريد رئاسة الجمهورية خيالية وغير ديمقراطية» طبعاً في إشارة واضحة إلي «البرادعي».. وأضاف البيان تعليقاً علي استقبال «البرادعي» الذي كان محط أنظار الداخل والخارج «أنه كان محدوداً وأن الاستقبال يدل علي هامشية القوي المنظمة للاستقبال وأن الخطاب النخبوي بعيد عن مطالب الجماهير المتعلقة بالفقر»، وأضاف البيان أيضاً «أن للبرادعي حقاً في أن يجمع أوراق ترشيحه إلا أن تلك المحاولات خالية من النظر للفوارق الجسيمة في المواقف والرؤي».. بل تطرق إلي تعبير التغيير، حيث يذكر بيان «رفعت السعيد»: «أن كلمة تغيير فضفاضة تعني تغييراً للأفضل أو للأسوأ»!! وزاد أن «البرادعي» ألمح بتوجيهات نعتقد أنها سلبية بعدما التقي أشخاصاً وفقاً لكونهم مصريين وليس كحزبيين!!. يا سبحان الله.. فالحزب الذي يدعو إلي «التغيير» أصبح الآن يتهكم علي دعوات «التغيير».. لقد أصبح التجمع يسير علي خطي الحزب الوطني في نظرته للتغيير وترشيح «البرادعي» للرئاسة كرمز للتغيير.. ربما هذا ما جعل لجنتين من أهم لجان الحزب وهما لجنتا القاهرةوالجيزة يعلنان رفضهما بيان «رفعت السعيد».. بل يصدران بيانين مؤيدين ل «البرادعي» مرحبين بمبادرته من أجل خوض ماسماه النضال المتصاعد للتغيير الديمقراطي وكقوة إضافية إيجابية لنضال دام منذ عقود شاركت فيه كل القوي السياسية بدرجات متفاوتة «وفقاً لبيان تجمع الجيزة»، في حين أشادت لجنة القاهرة بضم مبادرة «البرادعي» العديد من الجوانب الإيجابية منها تحويل النظام المصري الفردي المستبد إلي نظام ديمقراطي حديث، بالإضافة إلي دعوته إلي إقامة الدولة المدنية وذلك عن طريق الضغط الشعبي المنظم والمتواصل علي النظام الديكتاتوري وصولاً إلي أهداف الشعب المرجوة.. ووصف البيان «البرادعي» بأنه «شخصية تتميز باحترام محلي ودولي بارز ويتميز ببعده عن مراكز الفساد والإفساد». هل ما يحدث الآن في التجمع يليق بهذا الحزب التاريخي الذي كان يقف ضد السياسات الاستبدادية ومع التغيير دائماً؟! ولعل الجميع يذكر عندما خرج الحزب في عام 1987 ليقول «لا» واضحة في الاستفتاء علي الرئيس «حسني مبارك» لولاية ثانية لعدم تحقيقه أي تغيير!!.