ماذا حدث لحزب التجمع؟ هذا الحزب الذي كان نصيرًا للضعفاء والغلابة. هذا الحزب الذي كان مع التغيير. هذا الحزب الذي كان ضد الاستبداد والطغيان. الحزب الوحيد الذي أصدر وثيقة ضد حكم مبارك بعد الفترة الأولي من توليه السلطة بعد اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات مسجلة في كتاب تحت عنوان «لا لمبارك» وذلك بمناسبة الاستفتاء علي رئاسة مبارك لفترة ثانية.. وبعد أن اتضح لمفكري الحزب وقياداته وقتئذ وغيرهم من السياسيين أن الرئيس مبارك يسير نحو خطي الاستبداد والطغيان والإصرار علي العمل بقانون الطوارئ .. وإصداره قوانين وتشريعات سيئة السمعة..فكان موقف حزب التجمع واضحًا وصريحًا وكاشفًا.. واستمر التجمع علي مبادئه ضد الاستبداد والطغيان مع التغيير.. فكان النظام له بالمرصاد بالتضييق علي الحزب وقياداته وصحيفته ومرشحيه في جميع الانتخابات التشريعية والمحلية.. وتحمل حزب التجمع وقياداته كل ذلك.. فهي تأتي من نظام أمني استبدادي لا يريد التغيير ولا يريد الحرية للمجتمع ويصادر حق المواطنين في اختيار ممثليهم وحكامهم. واستمر النظام في عدائه لحزب التجمع وسياساته الكاشفة الفاضحة لسياسات النظام في إلغاء الدعم والخصخصة ب«الفساد» وبحكم الطوارئ وقوانينه سيئة السمعة.. واستخدم النظام نفس الأسلوب الذي يتبعه الآن مع جماعة الإخوان فكان يتهمهم بأنهم لا يراعون الله .. وأنهم غير دينيين علي عكس الموقف من جماعة الإخوان الذي يزعم النظام أنهم يسعون إلي إقامة دولة دينية وأنهم -أي النظام وحزبه الوطني- يدعون إلي دولة مدنية ويعلون من شأن المواطنة .. وهم أول من يهدرون المواطنة.. فجأة تحول حزب التجمع إلي موالس للحزب الوطني والنظام ودخل في تحالفات غريبة ومشبوهة .. وأصبح ضد حركات التغيير .. ويري في نظام مبارك الذي قال له «لا » عام 1987 أنه الأفضل .. حتي مع استمرار استبداده وطغيانه وحكمه بالطوارئ. وأصبح رئيس الحزب عضوًا معينًا دائما في مجلس الشوري. وفي الانتخابات الأخيرة لمجلس الشوري وضحت الصفقة الفاضحة بين الحزب الوطني وحزب التجمع بتزوير الأمن لمرشح التجمع علي حساب مرشح الوطني ليحصل الأول علي 131 ألف صوت لينضم إلي نائبه الآخر الذي حصل علي عضوية الشوري بالتزوير أيضًا عام 2007. فهل التجمع موافق علي حصول مرشحه علي هذا الكم من الأصوات بالتزوير؟! واضح أنه موافق تمامًا ؟! فماذا جري لحزب التجمع ؟!