قبل الإجابة على هذا السؤال يتوجب علي أن أتوجه بخالص الشكر والتقدير للدكتور محمد مرسى على قراره العظيم بالإفراج عن جميع معتقلى الثورة أولئك الذين تم إعتقالهم ظلماً وعدواناً من قبل ذئاب نظام طغى وتجبر وتكبر على شعب معتقداً أنه شعب قد ذهب فى سبات سرمدى عميق لن يستيقظ منه أبداً ، لكن ما فعله أبناء هذا الوطن قد أذهل حقيقة هذه الذئاب وقضى على آمالها وطموحاتها التى بدت وكأنها بلا نهاية ، كما أرسل هذا الشعب رسالة واضحة المعالم سهلة الفهم عميقة المغزى لكل من يحاول أو يفكر أن يحذو حذو ذلك النظام مفاد هذه الرسالة أن هذا الشعب لن يسمح بعودة عصر دولة الفساد والدولة البوليسية مرة أخرى عسى أن يفهم فحوى تلك الرسالة كل من له سمع وهو شهيد . كل الشكر والتحية للرئيس مرسى مجدداً على إتخاذه ذلك القرار الذى جاء متأخراً عن موعده أكثر من اللازم مع العلم أنه لا شكر على واجب . وبعد أن قدمت واجب الشكر للسيد الرئيس أعود الآن عزيزى القارئ إلى عنوان المقال وهو : هل نجح الرئيس فى إختبار المائة يوم ؟؟؟ بداية يخطأ من يعتقد أن الرئيس يمتلك عصاً سحرية أو كما يقال عصا موسى لتنفيذ ما وعد به فى برنامجه الإنتخابى ، ويخطأ من يعتقد أن ذلك البرنامج سيتحقق خلال مائة يوم فقد وعد سيادته بحل خمس مشكلات أساسية خلال مائة يوم وهى : ( الخبز – المرور – النظافة – الأمن – الوقود ) . وحتى يكون حُكمنا محايداً على نتيجة هذا الإختبار عزيزى القارئ تعال نرى معاً ما أسفرت عنه نتائج ما قدمته مؤسسة الرئاسة والحكومة للقضاء على تلك المشكلات أو حتى محاولة الحد من تفاقمها . وسنفترض أن كل مشكلة من تلك المشاكل الخمس بمثابة سؤال درجته النهائية هى عشر درجات أى أن مجموع الدراجات النهائية للأسئلة الخمسة هى خمسين درجة . المرور :- لم نرى أى جديد فى أزمة المرور سوى أنها قد إزدادت تفاقماً ، هذا فى الوقت الذى تم فيه الإعلان عن حل أزمة المرور بنسبة 60 % وحقيقة لا أعرف أين هى تلك النسبة من الواقع المرير الذى يعيش فيه المصريين كل يوم فى كافة أنحاء البلاد ،والعجيب أنك ستجد هناك سيدى القارئ قائل يقول لك أما ترى أن رجال المرور يجوبون الشوارع والميادين ليل نهار وأعتقد أن من يقول ذلك فهو إما مغيّب عن الواقع وإما أنه من أعضاء جمعية حملة المباخر ومسّاحى الجوخ وأقول لهؤلاء وإن كانوا لا يستحقوا عناء الرد عليهم ، ألم يكن رجالات المرور يجوبون أنحاء البلاد شرقاً وغرباً فى عهد المخلوع إذن ما هو الجديد فى حل أزمة المرور ؟ إننا لم نرى ولم نسمع أن الحكومة قد قامت بإتخاذ أى إجراء لحل تلك الأزمة فهل أعدت الحكومة مثلاً أية دراسات علمية لحل تلك الأزمة ؟ هذا الواقع إن دل على شيئ فإنما يدل على أن أزمة المرور لم تحل بل إزدادت تفاقماً وهو ما يعنى أن الرئيس لم يستطع حتى الآن إحراز أى تقدم ملموس لحل المشكلة . نتيجة هذه السؤال = 2 / 10 . الخبز :- ما زالت معاناة المواطنين فى الحصول على رغيف الخبز كما هى ، ومازال الموطن لا يشعر بأى تحسن قِبل هذه المشكلة فلا إختفت الطوابير من أمام المخابز ولا تحسنت جودة الرغيف ولا توفر ذلك الرغيف فى العديد من المناطق المحرومة من أوليات الحياة الآدمية ، لقد أصبح الحصول على الرغيف المدعم حلم الفقراء والبسطاء هذا فى الوقت الذى وعد فيه السيد الرئيس بحل هذه المشكلة خلال مائة يوم ، فلا إستطاع الرئيس حل هذه المشكلة ولا إستطاع الفقير الحصول على رغيف الخبز . نتيجة هذا السؤال = 2/ 10 . الوقود :- لم تقتصر معاناة المواطنين فى الحصول على البنزين والسولار فقط بل ستمتد أيضاً إلى جيوب المواطنين بعد أن أعلنت حكومتنا المبجلة عن نيتها برفع أسعار الوقود وكأن قدر المواطن المصرى أن يكون هو كبش الفداء مع حكوماته المتعاقبة التى لم تستطع إيجاد أى حل لمشاكلها الإقتصادية سوى ذبحه وتشفيته إما بفرض مزيد من الضرائب وإما برفع أسعار السلع الأساسية وإما بالإقتراض من الخارج بفوائد يكتوى بنارها ذلك المواطن وأبنائه على مر السنين . هل يعلم السيد الرئيس أن سعر إسطوانة الغاز قد تجاوز الخمسين جنيهاً ؟؟؟!! إذن حتى الآن لم يستطيع الرئيس توفير الوقود للمواطن فحسب بل إنه فى طريقه لرفع أسعاره ، إن زيادة أسعار الوقود سيترتب عليها بالطبع أرتفاع كافة أسعار السلع بلا إستثناء وهو ما سيترتب عليه إضافة المزيد من المعاناة والأعباء على كاهل المواطن البسيط . نتيجة هذا السؤال = 0 / 10 . الأمن :- مما لاشك فيه أن الحالة الأمنية للبلاد تشهد تحسناً ملموساً لا يمكن إنكاره أو إغفاله ، فالتواجد الشُرطى أصبح مكثفاً عن ذى قبل ، كما إنخفض معدل الجريمة بشكل ملحوظ بعد القبض على العديد من البلطجية والهاربين من السجون وهو ما يستوجب توجيه الشكر والتقدير لرجال الشرطة الشرفاء وعلى رأسهم السيد وزير الداخلية الذى نطالبه ورجاله ببذل المزيد من الجهد والعرق من أجل أمان الوطن والمواطن . نتيجة هذا السؤال = 6 / 10 . النظافة :- إن الفضل فى التغيير المحدود الذى طرأ على مشكلة النظافة يعود إحقاقاً للحق إلى أبناء جماعة الإخوان المسلمين فهم الذين تحملوا وما زالوا يتحملون على عاتقهم عبء هذه المشكلة أما الحكومة فيبدو أن رفع الدعم هو فقط ما يشغلها ولا يشغلها شيئاً سواه ، فلم تقدم الحكومة إلى الآن أى حل لتلك الأزمة وليس من الطبيعى أوالمنطقى أن يظل أبناء الجماعة هم المعنين بمشكلة النظافة ، فلابد أن تتخذ الحكومة من الإجراءات العلمية والعملية ما يقضى تماماً على هذه المشكلة . نتيجة هذا السؤال = 4 / 10 . إذن النتيجة النهائية لهذا الإختبار = 14 / 50 . وبعد هذه النتيجة الإجابة لك عزيزى القارئ على هذا السؤال .... هل نجح الرئيس فى إختبار المائة يوم ؟ { للثورة أعين تراقب وضمائر تحاسب }