أكدت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أن الدكتور محمد البرادعي - المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية - قد دفع نسمة من الهواء المنعش في الغلاف الجوي القديم الذي كان يغلف السياسة المصرية، مشيرة إلي أنه منذ ألمح عن رغبته في الترشح للانتخابات الرئاسية أصبح واحدا من أكثر الشخصيات شعبية في مصر، وهو الأمر الذي ظهر بوضوح في الاستقبال الذي حظي به من قبل الآلاف الذين ذهبوا لاستقباله في مطار القاهرة. وأبرزت الصحيفة الإسرائيلية أنه علي الرغم من الاستقبال الحافل الذي حظي به البرادعي علي المستوي الشعبي، فإن الصحافة الحكومية تعاملت مع الحدث بتجاهل شديد، وجاءت تقاريرها عن وصول البرادعي جافة وقصيرة، مشيرة إلي أن العلاقات بين البرادعي والصحف الحكومية توترت بعد دعوته للإصلاح الديمقراطي، حيث اتهمته بأنه عاش سنوات طويلة في الخارج وأنه ليس علي اتصال حقيقي بالواقع المصري. وأوضحت أنه علي الرغم من أن المصريين، وحتي وقت قريب، لم يكونوا يعرفون الكثير عن البرادعي بصرف النظر عن سيرة حياته الرسمية، فإنهم ينظرون له من خلال سجله الحافل وخبرته الدولية، والأهم من ذلك سمعته النظيفة الخالية من فضائح الفساد وتزوير الانتخابات. وأشارت إلي أن الدكتور محمد البرادعي الذي يحظي بسمعة جيدة كان علي خلاف مع النظام المصري في الماضي عندما رفض رسميا ترشيح البرادعي لمنصب المدير العام لوكالة الطاقة الذرية، وكان المرشح الرسمي للحكومة وقتها هو محمد الشكور، إلا أن البرادعي تمكن من الوصول للمنصب بترشيحات الدول الأفريقية والأوروبية، وأرجعت الصحيفة الرفض الرسمي لترشيح البرادعي إلي أن والده نقيب المحامين الراحل كان قد اصطدم مع النظام عدة مرات خلال حكم عبد الناصر. ورأت الصحيفة أن سمعة البرادعي والاحترام الذي يتمتع به علي المستوي الدولي قد يوفران له بعض الحصانة عند التعامل مع النظام.