نغمة غريبة يشيعها أعوان النظام والحزب الوطني في إطار المطالبة العامة بالتغيير.. وإجراء تعديلات دستورية حقيقية بدلاً من «الترقيعات» التي أدخلها النظام سواء في عام 2005 «مع ملاحظة أنه كان قبلها بأيام يرفض بشدة ويقول إن الدستور خط أحمر ولا يمكن تعديله»، أو في عام 2007 والذي جعلت فيه المادة 76 المتعلقة بالترشح لانتخابات الرئاسة سيئة السمعة وجعلت الانتخابات أسوأ من الاستفتاء. هذه النغمة تقول إن دعاوي التغيير والتي زاد زخمها بترشيح شخصية في قامة الدكتور «محمد البرادعي» للرئاسة ومطالبته بإجراء تعديلات دستورية تتعلق بضمانات الترشح للرئاسة، خاصة المواد 76 و77 و88 وهو ما وجد قبولاً لدي القوي السياسية والنخبة وأجيال جديدة تأمل في أن تري تغييراً حقيقياً.. ضد الاستقرار الذي تحظي به مصر حالياً «!!» خاصة في ظل حسابات تتعلق بما يحدث في المنطقة العربية والإقليمية.. وسيؤدي إلي تراجع الدور الإقليمي المصري «وكأنه لم يتراجع خلال سنوات حكم النظام الحالي». بالطبع دعكم مما يردده بعض من صغار أعوان النظام وحزبه الحاكم.. فهم يسعون إلي تثبيت كراسيهم التي منحها لهم النظام ولجنة سياسات «جمال مبارك» الذي مازال يسعي رغم دعوات التغيير إلي وراثة الحكم.. لكن تعالوا نقرأ ما كتبه أحد كبارهم وهو الدكتور «علي الدين هلال» أستاذ العلوم السياسية وأستاذ أجيال كثيرة ولكن يبدو أنه تنازل عن أستاذيته ليظل خلف الوريث. يقول الدكتور «علي الدين هلال» في الأهرام أمس: «يزخر الفضاء السياسي في مصر هذه الأيام بالدعوة إلي التغيير الدستوري وهي دليل علي حيوية المجتمع السياسي من ناحية، وعلي حرية التعبير التي تسمح لصاحب كل رأي بالترويج والدفاع عن وجهة نظره من ناحية ثانية، ونموذج للحوار والاختلاف بين جماعة المثقفين حول شكل المستقبل لبلادنا.. وهذا الحوار في النهاية وبغض النظر عن أي تفاصيل.. هو أمر إيجابي وعلامة ممارسة ديمقراطية»، فأي ممارسة ديمقراطية يدعيها الدكتور «هلال» في نفس الوقت الذي يؤكد فيه النظام أنه ليس هناك أي تعديلات دستورية.. وأن التعديلات التي أجريت في السابق هي نقلة نوعية.. ولسان حاله يقول: «اللي عاجبه عاجبه واللي مش عاجبه يخبط راسه في الحيط».. ثم ما حكاية تهديد الناس بالواقع الإقليمي وربطه بالتغيير؟! باعتبار أن هذا الوضع في مجمله لا يبشر بخير أو أمن كما يقول الدكتور «علي الدين هلال» وقد سبقه في القول الدكتور «مفيد شهاب» عندما قال للمحررين البرلمانيين دفاعاً عن العمل بقانون الطوارئ «إن وجود خلافات وانشقاق داخل الفصائل الفلسطينية وراء استمرار حالة الطوارئ»!!. إن حوار «علي الدين هلال» للتغيير يخالف كل ما علمه لطلابه في قاعات محاضرات كلية الاقتصاد.. إنها نغمة غريبة فعلاً.. نغمة تدعو إلي بقاء نظام «مبارك» إلي ما شاء الله وتوريثه من بعده.. إنه التغيير علي طريقة الحزب الوطني!