في مواجهة مطالب التغيير وإجراء تعديلات جوهرية علي الدستور مقابل «الترقيعات» التي أدخلها النظام الحاكم علي الدستور- والتي جعلته ورقة مهلهلة في النهاية بمواد سيئة السمعة ليحافظ علي وجوده الدائم وحتي آخر نفس علي رأس الحكم.. بل توريثه من بعده- قال الرئيس مبارك قبل دخوله المستشفي الجامعي في «هايدلبرج» بألمانيا لإجراء جراحة: لن تكون هناك تعديلات دستورية جديدة ومن يرد أن يترشح للرئاسة فليتفضل سواء عن طريق الأحزاب أو كمستقل وذلك في رد واضح وصريح علي ما يطالب به الدكتور محمد البرادعي ومؤيدوه للترشيح للرئاسة للتخلص من الاستبداد والديكتاتورية وهو الأمر الذي عاد وأكده في اليوم نفسه تقريباً ابن الرئيس في زيارته للأقصر قبل سفره إلي ألمانيا لمرافقة والده في المستشفي. إنه عناد النظام.. في النهاية الذي شجع صفوت الشريف علي أن يقولها وبحدة في اجتماع المجلس الأعلي للسياسات- والذي غاب عنه مبارك الابن-: «لقد أجرينا تعديلين في 2005 و2007 ولابد أن تستقر هذه التعديلات، ولا توجد تعديلات دستورية جديدة».. وزاد: «نحن نعدل الدستور علي هوي مصالح الشعب لا هوي الأشخاص» «!!» إذن السيد صفوت الشريف يري أن من يطالب بإجراء تعديلات دستورية هم مجموعة أشخاص هواهم هو إجراء تلك التعديلات «!!».. أما الشعب فمبسوط جداً ومكتف تماماً بالترقيعات التي أدخلها النظام بفضل ترزيته «العظام» الذين أفسدوا بها الدستور ولكن ما رأي السيد صفوت الشريف.. ليس فيما دعا إليه الدكتور محمد البرادعي ومؤيدوه.. وهم كثر فقد أزعج النظام وأجهزته المختلفة وموالسيه بحضوره الذي حرك المياه الراكدة.. واستعادةالقوي الشعبية المطالبة بالتغيير ليس تغيير الدستور فقط.. وإنما بتغيير الوجوه أيضاً التي سئمها ولم تعد تفيدهم أو تفيد البلد بشيء وإنما هي تعمل لصالحها الشخصي فقط.. ما رأي سيادته فيما دعت إليه مجموعة من الأحزاب التي يعتبرها مهمة في مطالبتها بضرورة إدخال تعديلات علي الدستور وخاصة المواد 76 و77 و88 ولعل ما ذكره السيد صفوت الشريف يذكرنا بما فعله عام 2004 عندما عقد اجتماعات مع الأحزاب التي كانت تطالب بتغيير الدستور.. وأعلن بعدها أنه لن يكون هناك أي تعديل إلي ما بعد الانتخابات التي كانت مقررة في عام 2005 برلمانية ورئاسية.. وذلك بناء علي ما سبق وإن أكده الرئيس مبارك شخصياً.. ليفاجأ الجميع بعد أيام قليلة وفي فبراير عام 2005 بإعلان الرئيس مبارك إجراء تعديل علي المادة 76.. بالطبع كان استجابة لضغوط خارجية وخاصة من الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن الذي كان يعتبر مصر والسعودية من أسوأ أنظمة الحكم وبسبب ديكتاتوريتهما وفسادهما كانتا من أهم عناصر تصدير الإرهاب. فما أشبه الليلة بالبارحة. فبالله عليكم اسكتوا أفضل لكم. فإن التغيير.. قادم. فاتقوا الله يجعل لكم مخرجاً.