أثار غياب المشير طنطاوى، وزير الدفاع السابق، والفريق سامى عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة السابق، عن احتفالات القوات المسلحة، اليوم السبت، بنصر اكتوبر العظيم، العديد من التساؤلات والدهشة، ولم يذكرهم الرئيس محمد مرسى فى خطابه اليوم من قريب أو من بعيد، واكتفى قائلاً أن الجيش المصرى عند قيام ثورة 25 يناير انحاز لأهداف الثورة، وكان بمثابة العبور الثانى للمصريين بعد عبور قناة السويس فى حرب 73.
قد نجد لغياب المشير طنطاوى تفسير واضح وهو سيل البلاغات التى قدمت ضده للنائب العام المستشار عبد المجيد محمود، والتى قد تفتح فى الأيام القليلة القادمة باب التحقيق معه بتهمة إهدار المال العام وتزييف إرادة الشعب والكسب غير المشروع، بالإضافة إلى بلاغات ضد الفريق سامى عنان تقدم بها المحامى سمير صبرى، تتضمن اتهامات بحصول عنان على أراضٍ وبناء قصور وتكوين ثروة بما لا يتناسب مع دخله من الوظيفة.
فتجاهل المخلوع مبارك ومحاولة إخفاء دوره فى حرب أكتوبر يعرف الجميع أسبابه، وذلك لأنه بعد أن تولى الرئاسة بعد اغتيال الرئيس الراحل السادات، ادخل البلاد فى نكسة !
أما تجاهل دور طنطاوى وعنان قد يخفى على البعض أسبابه !
المشير طنطاوى الذى شارك فى الحرب ضد العدوان الثلاثي عام 1956، و حرب 1967، وكذلك حرب الاستنزاف من 1967 وحتى 1972، وحرب أكتوبر عام 1973، بجانب حرب الخليج الثانية عام 1991، لم يظهر اليوم ولم يتحدث أحد عن مشاركته فى الحرب.
ولعل هذا استكمالاً لسيناريو الإختفاء من على الساحة السياسية بعد أن اطاح الرئيس مرسى بهم فى شهر رمضان المعظم، وقام بإحالة السيد المشير محمد حسين طنطاوي سليمان القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي للتقاعد، مع منحه قلادة النيل تقديراً لما أداه من خدمات جليلة للوطن، وكذلك إحالة الفريق سامي حافظ أحمد عنان رئيس اركان حرب القوات المسلحة للتقاعد ومنحه قلادة الجمهورية .
شارك المشير محمد حسين طنطاوى، وزير الدفاع السابق، فى حرب 6 اكتوبر 1973 «قائداً لكتيبة 16»، وكان يقود أحد الوحدات المقاتلة بسلاح المشاة، وحصل بعد الحرب على «نوط الشجاعة العسكري» ثم عمل في عام 1975 ملحقا عسكريا لمصر في باكستان ثم في أفغانستان، وأعلن الغاء حالة الطوارئ في مصر بتاريخ 25 يناير 2012.
وشغل طنطاوي مناصب قيادية عديدة في القوات المسلحة المصرية قبل تكليف الرئيس السابق محمد حسني مبارك له بتولي مسؤولية القيادة العامة للقوات المسلحة، فمن بين المناصب التي تولاها قائد الجيش الثاني الميداني 1987، ثم قائد الحرس الجمهوري 1988، ثم قائدا عاما للقوات المسلحة ووزيرا للدفاع في 1991 برتبة فريق ثم بعدها بشهر أصدر مبارك قرارًا بترقيته إلى رتبة الفريق أول، وفي 4 أكتوبر سنة 1993 أصدر مبارك قرارا جمهوريا بترقيته إلى رتبة المشير ووزيرًا للدفاع والإنتاج الحربي.
أما الفريق سامى عنان هو رئيس الأركان السابق للقوات المسلحة المصرية، شارك في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر، وعين كقائد الفرقة 15 د جو م ج ع 1997 وقائداً لقوات الدفاع الجوي في يوليو 2001، وأصدر الرئيس السابق محمد حسني مبارك قراراً بتعيينه رئيساً للأركان في عام 2005.