مع دخول إضراب الأطباء يومه الرابع في عدد من المحافظات للمطالبة بإقرار مشروع كادر الأطباء وزيادة موازنة الصحة ل15% من إجمالى الموازنة العامة للدولة، وعمل قانون خاص لتأمين المستشفيات، علق الأطباء المضربون إضرابهم أمس لصرف الأدوية لأصحاب الأمراض المزمنة، وسط استمرار حالة الاستقطاب بين الأطباء المؤيدين للإضراب والمعارضين له، حتى وصلت هذه المشاحنات إلى أقسام الشرطة، وبينما تواصل مديريات الصحة فى المدن المختلفة محاولاتها لفض الإضراب، توفيت مواطنة فى المنيا بعدما قال أقاربها إن المستشفى تأخر فى إسعافها. فى الإسكندرية استمر الإضراب الجزئى فى عدد من المستشفيات، بينما اتهمت لجنة تنسيق الإضراب بالإسكندرية، أحد أمناء الشرطة المكلف بحماية مستشفى كرموز للتأمين الصحى بالتعدى على أطباء المستشفى بالسب والضرب، وإصابة أحد الأطباء فى يده بكدمات وجروح، الأمر الذى دفع وفدا من لجنة الأطباء المضربين عن العمل إلى مقابلة الدكتور محمد الشرقاوى، وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية، وحملوه مسؤولية تحول الإضراب الجزئى إلى كلى فى حالة الاعتداء على الأطباء المضربين نتيجة أوامره لمديرى المستشفيات بقطع تذاكر العيادات الخارجية والأطباء فى حالة إضراب عن العمل فيها فيشتبك معهم الأهالى.
وفى القليوبية، استمر إضراب أطبائها جزئيا لليوم الرابع على التوالى فى عدد من مستشفيات المحافظة، حيث تم تعليق الإضراب أمس لصرف الأدوية لمرضى الحالات المزمنة، بينما قال الدكتور أسامة عبد الوهاب نقيب الأطباء بالقليوبية إن النقابة تحمى الأطباء المضربين تماما وإنها ملتزمة بقرار الجمعية العمومية بتحويل الأطباء غير المضربين إلى لجنة التحقيق، وإن قرار الجمعية العمومية الخاص بالإضراب ما زال ساريا وبنفس الآليات السابقة والمرسلة للمستشفيات بالمحافظة طبقا لمحضر الجمعية العمومية.
وفى بنى سويف، تواصل الإضراب فى جميع مستشفيات المحافظة الحكومية وأغلقت العيادات الخارجية عن العمل تماما، مما أدى إلى تزاحم شديد على أقسام الاستقبال والطوارئ أملا فى الكشف وتلقى العلاج، واستقبل أطباء الاستقبال جميع الحالات مستعينين بزملائهم فى جميع التخصصات للكشف بالمجان على المرضى. الأهالى من جانبهم عبروا عن فرحتهم بالإضراب بعد الكشوف المجانية بأقسام الاستقبال، وطالبوا مسؤولى الصحة بالمحافظة بالاستمرار على هذا الوضع، بينما توقف صرف تذاكر العلاج بصيدليات المسشفيات باستثناء صرف الأدوية للحالات المزمنة والأدوية الشهرية.
وفى سوهاج، أكمل أطباء المحافظة إضرابهم بمختلف المستشفيات المركزية والعامة عن العمل بأقسام العيادات الخارجية، بينما أحالت النقابة الفرعية للأطباء بسوهاج 8 أطباء إلى التأديب لمخالفتهم قرار الجمعية العمومية بالإضراب عن العمل. وقال الدكتور أحمد حمدى، منسق إضراب أطباء سوهاج، إن مديرية الصحة فى محاولتها فض الإضراب خاطبت أمس كل مستشفى على حدة، لإخباره أن المستشفيات الأخرى فضت الإضراب ولم يبق إلا أنتم، موضحا أنها حيلة ساذجة وسط التنسيق المتواصل بين كل المستشفيات لاستمرار الإضراب.
وفى المنيا، ووسط استمرار الإضراب الجزئى، نشبت مشاجرة بين أطباء قسم الجراحة العامة وأهالى مريض عقب وفاتها دون توقيع الكشف الطبى عليها وإسعافها، وفى الوقت الذى اتهم فيه طبيب المستشفى عمر خيرى عبد الحكيم، 25 سنة، بقسم الجراحة العامة أهالى المريض بالاعتداء عليه وتحطيم الاستقبال، قال محمد سيد بسطامى أحمد، 43 سنة، صاحب ثلاجة بطاطس يقيم بقرية اسطال التابعة لمركز سمالوط، إنه كان بصحبة زوجة ابن عمه التى كانت تعانى من حالة إعياء شديد، وإنه طلب من الأطباء سرعة إسعافها فى ظل الزحام الشديد الذى يشهده المستشفى، ففوجئ بتعدى الأطباء الموجودين عليه بالسب والشتم، واتهم الأطباء بالإهمال فى إسعاف قريبته التى توفيت فى الحال، بينما قررت إدارة المستشفى غلق قسم الاستقبال وقسم الجراحة العامة.