لم أكن أعرف عنه سوى أنه زعيم مصرى عظيم وانه ليس زعيم مصري فحسب بل زعيم عربي ومناضل عالمي ومحرر كثير من الدول من الاستعمار الذى ألم بها كما انه كان الاب الروحى لكثير من المناضلين المصريين والعرب والأجانب مثل "تشي جيفارا" الذي زار مصر فى عهد جمال عبد الناصر كما أعلم ايضا انه من الضباط الأحرار الذين قاموا بثورة 23 يوليو لتخليص مصر من الاستعمار والظلم الاجنبى وهيمنته على كل ثروات مصر ومقوماتها انه الزعيم جمال عبد الناصر وكل هذا تعلمته وعرفته عنه من خلال الدراسة التى كانت تلقن لنا فى مدارسنا بان جمال عبد الناصر هو كذا ... وكذا . وفى ذكرى رحيله يحتفل الناصريين وكل مؤيدي الزعيم برحيله يحتفلوا بزعيم الأمة العربية الله اعلم هل هذا الحب والمناصرة جاء بناءا على الدراسة التى تعلمتاها فى مدارسنا ام انها جاءت عن طريق التلقين الذى لقنه حاملي الراية الناصرية للأجيال التى جاءت بعد الزعيم عبد الناصر الذين يمتدحونه لقيامه بثورة يوليو ، ويمتدحونه لمراعاته حقوق العمال والفلاحين من خلال العدالة الاجتماعية وقانون الإصلاح الزراعي ، انهم يحتفلون بعبد الناصر الذى بنى السد العالى ، انهم يحتفلون بعبد الناصر مفجر الثورات التحررية فى البلدان العربية والإفريقية ومؤيد الثورات التحررية الأجنبية ويحتفلون بعبد الناصر مؤمم قناة السويس والشركات الأجنبية والخاصة ويحتفلون بالاتحاد العربى المشترك بين سوريا ومصر .
كل ذلك تعلمناه من خلال دراستنا ولكن من يتعمق اكثر ويقرا عن هذا الزعيم ويسمع عنه ممن عاصروه ويعرف ما لم تقله لنا وزراة التربية التعليم فى كتبها حينها ، الله اعلم خوفا من الدولة البوليسية التى أسس دعائماها جمال عبد الناصر أم خوفا من اهتزاز صورة الزعيم فى أعين المصريين والامة العربية ولكن يشاء الله ان يُظهر الزعيم الورقى على حقيقته ويظهر مدى الظلم والاستبداد الذى انتشر بدرجة فظيعه فى فترة حكمه وخصوصا بعد النكسة 1967، ان ما لم تقله لنا كتبنا التعليمية عن عبد الناصر ذكره وحاكاه علماء وشيوخ واسلاميين وشعراء ومسجونيين سياسيين وفنانون فى افلامهم وان مافعله عبد الناصر انقلب للعكس فى فترة حكمه على الشعب المصرى واصبح الشعب يعانى دون ان يفتح فاه او ينطق بكلمة وكالعادة خوفا من دولته البولسية منابر التعذيب الموجودة فى السجون .
فلو تناولنا ثورة 23 يوليو التى قام بها الضباط الاحرار للتحرر من الاستعمار ولحرية الشعب المصرى فللأسف لم يستمر نجاحها وسرعان مافشلت فلو تحدثنا عن الحرية لقلنا انها كانت مزعمة بدليل ان اى شخص كان يعادى النظام الناصرى كان مصيره التعذيب فى السجون الحربيه ولك ان تسمع الشيخ كشك رحمة الله عليه عن طرق التعذيب التى كان يبتدعها جلادى عبد الناصر وكيف كانت تمتلأ المعتقلات فى عهده بالمسجونيين السياسيين ولك ان تسال الاسلاميين عن التعذيب الذى كانوا يلاقونه فى سجونه حتى لا يتكلموا وحتى لاينقلب الناس ضد عبد الناصر ولك ايضا ان تشاهد الافلام التى كانت ممنوعة من العرض مثل فيلم احنا بتوع الاتوبيس بطولة عبد المنعم مدبولى وعادل امام وفيلم الكرنك وغيره .. ولو تكلمنا عن العدالة الاجتماعية فسال لماذا قامت ثورة الخامس والعشرين من يناير ولوقلت اصلاح زراعى فلقد ادى الى فقدان الكثير من أراضى مصر وفقدت الدولة سيطرتها على الفلاح واصبح كل فلاح يتحكم فى الانتاج كما يشاء ، ولو تحدثنا عن بناؤه السد العالى فلتسأل العلماء ما هى سلبيات السد العالى فقدان مصر ملايين الافدنة الخصبة وضياع ثروة ذهبية ضخمة من بين ايدينا تكمن اسفل السد وعدم الاستفادة من طمى بامكانه ان يستصلح ملايين الأفدنة في الصحراء ، ولوقلنا جيش قوى وهمنا به عبد الناصر فلما وقعت النكسة 1967 .
إن الزعامة المنشودة التى يطلقها البعض على عبد الناصر من وجهة نظرى المتواضعة هى زعامة ورقية فى الأصل كان يسعى اليها عبد الناصر للزعامة فقط ولكى يقال عليه زعيم وليس لتوحيد الامة العربية ولقد سخر لهذه الزعامة كافة اجهزة الدولة من إعلام ومن حكومة ومن جهاز قمعى بوليسى للقضاء على المعارضين .