لابد أن نقرر بشجاعة أننا فى مأزق..كمسلمين أولا...ومجتمعات عربية ثانيا. هذا المأزق يتجلى فى استجابتنا السريعة لتعمد الكثيرين إلى استفزازنا لنذهب إلى العنف الذى يدمرنا ويدمر ماحولنا...وعلى الرغم أننا كمسلمين لدينا حديث عبقري الشأن كان يدرس لنا فى المرحلة الإعدادية عن القوى الذى يمسك نفسه عن الغضب حيث درس الكثير منا انه حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِى اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِى يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ. وقد شُرح لنا تفسيره حيث قوله (ليس الشديد بالصرعة) بضم الصاد وفتح الراء هو الذى يصرع الناس كثيرا بقوته، والهاء للمبالغة فى الصفة، والصرعة بسكون الراء بالعكس وهو من يصرعه غيره كثيرا، وكل ما جاء بهذا الوزن بالضم وبالسكون فهو كذلك كهمزة ولمزة وحفظة وخدعة وضحكة، ووقع بيان ذلك فى حديث ابن مسعود عند مسلم وأوله"ما تعدون الصرعة فيكم؟ قالوا: الذى لا يصرعه الرجال"قال. ابن التين: ضبطناه بفتح الراء. وقرأه بعضهم بسكونها، وليس بشيء لأنه عكس المطلوب، قال: وضبط أيضا فى بعض الكتب بفتح الصاد وليس بشيء. قوله: (إنما الشديد الذى يملك نفسه عند الغضب) فى رواية أحمد من حديث رجل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " الصرعة كل الصرعة - كررها ثلاثا - الذى يغضب فيشتد غضبه ويحمر وجهه فيصرع غضبه ". وها أنا أضعه مرة أخرى لنتذكر ونتعلم مرة أخرى . ولابد أن نعرف أننا فى مرحلة شديدة الحساسية حيث يحاول الكثيرين القضاء على الصورة الجديدة التى تكونت لدى العالم بعد ثورات الربيع العربي التى خلقت صورة جديدة للعربي المسلم الذى يمكنه أن يقوم بثورة سلمية تبهر الجميع وتُسقط كل التصورات القديمة عنا. .ولكن مع بداية فيلم براءة المسلمين ومع نشر مجلة شارلي إبدو الفرنسية كاريكاتير مُسئ للرسول يتم دفعنا للخلف والعودة بنا إلى نفس المكان الكريه الذى يجعل العالم يخاف منا لأننا إرهابيين وقتله ...ولهذا لابد أن نتوقف عن الوقوع فى نفس الشرك ولابد أن نتوقف عن الرجوع إلى الخلف. ولذا لا بد حتى فى حالة الإساءة إلى ديننا وربنا ورسول الله نحاول أن نفهم لماذا الفاعل أقدم على هذا ولا ندعو إلى العنف ضده أو ضد من يحمل نفس دينه أو يعيش فى نفس وطنه,وهذا له بعد معرفي وأيضا إسلامى لايمكن تجاهله وهو أول قاعدة جنائية فى المحاكمات وضعها القرآن وهى (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى). وفى هذه الآية الصريحة والواضحة لابد أن يتكون منهجنا فى انتقالنا إلى الخصومة مع الكثير من الناس ولهذا لابد أن تكون مظاهراتنا وعداوتنا واضحة وجلية مع مجلة "شارلي إبدو" الفرنسية ومديرها ستيفان شاربونييه وراسم غلاف المجلة التى سخر فيها من نبينا . وخاصة أن المجلة أثارت العنف والكراهية بشكل متعمد وفى توقيت متعمد بنشرها الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول وخاصة فى هذا التوقيت الذى تنفخ في نار هي مشتعلة أساسا في العالم الإسلامي بسبب الفيلم المسيء المنتشر في الولاياتالمتحدة. ولهذا فهي متهمة بإشعال المزيد من العنف والكراهية وخاصة أنها ليست طرفا فى الشأن من البداية ولكنها أقحمت نفسها فيه وعلى الرغم أن مدير تحريرها لفت النظر في حديث له لصحيفة "لوموند" إلى قوله أننا "لم نقطع رقبة أحد بقلم، ولا أعرض حياة أحد لخطر، وإذا ما أراد الغاضبون سببًا لتبرير العنف، فسيجدونه دوما". مشيرا إلى أنه "منذ عام 1970، نشرت المجلة 1058 عددا، لم يتسبب سوى 3 منها في أزمات، دائما بسبب الإسلام,وأكد أن "المجلة يبلغ تاريخها 42 عاما من إثارة المتعة بالسخرية من السياسيين والدين. وترفض الاستجابة للرقابة التي تفرضها تهديدات العنف,ولكن كان يمكن قبول هذا الكلام منه إذا كان يعيش فى معزل عن العالم وعما يحدث فيه,كان يمكن قبول هذا الكلام منه إذا حدث هذا فى توقيت مخالف ولكن هذا الحدث تحديدا هو بالفعل مدان فيه بالعنف والقتل . لذا لابد أن نتعامل مع الشكل فى شقه القانوني ولابد أن ندعم أنفسنا فى هذا الإتجاه وخاصة أن مظاهرة خرج فيها غاضبين بسبب كاريكاتيره المسيء وسقط منهم قتلى وحدث عنف لابد أن يكون هو المدان الأول ومجلته بالمشاركة فى قتل 16 فى باكستان وفى مناطق متفرقة من العالم ,وهذا بسبب عدم رؤيته وعدم مسئوليته فى معرفة الفرق بين حرية التعبير وحرية العنف والقتل واستغلال أزمات ومشاعر شعوب للحصول على أكبر قدر من التوزيع كما حدث مع مجلته التى تصدر كل أربعاء فى بيع كامل نسخها (75 ألف نسخة) للمرة الأولى منذ فترة طويلة بفضل الرسوم المسيئة للرسول محمد (ص) وهو فى هذه اللحظة يفكر وإدارته فى طرح طبعة ثانية فى أكشاك الصحف الفرنسية اليوم، بعد نفاد الطبعة الأصلية بالكامل من الأسواق ليوضح لنا وللجميع أن المسألة مجرد مال ملوث يحصل عليه حتى لو كان على جثث الأحياء وسمعة الأموات وخاصة الرسل منهم