قالت صحف فرنسية، الخميس، إن توزيع صحيفة «شارلي إبدو»، التي تناولت الرسول في رسومات كاريكاتيرية ما أثار غضب مسلمين حول العالم، زاد بنسبة تجاوزت 150%، لكنها انتقدت هذه الخطوة واعتبرت أنها لا تصب في مصلحة فرنسا، ونقلت المعركة إلى قلب العاصمة باريس التي شهدت إجراءات أمنية مشددة تحسبًا لمظاهرات مرتقبة الجمعة. وتعيش في فرنسا أكبر جالية إسلامية في أوروبا، قوامها المهاجرين من شمال أفريقيا، إذ يبلغ عددهم نحو 5 ملايين نسمة. وقالت صحيفة «لوفيجارو»، إن الرسومات «المسيئة» تسببت في وضع السلطات الفرنسية في الداخل والخارج، في حالة استعداد قصوى، كي تكفل حماية مواطنيها، بعدما استفزت مشاعر مسلمين حول العالم. ورأت الصحيفة أن هذه الرسومات الكاريكاتيرية ستجلب المعركة إلى قلب العاصمة الفرنسية باريس، بعدما كانت فى جميع أنحاء العالم بسبب «الفيلم المسيء» للنبي محمد، وأن أجهزة المخابرات الفرنسية وجدت نفسها تحت ضغوط أكبر لتكون يقظة بشكل كبير لتحركات المسلمين في الشارع الفرنسي وعلى شبكات التواصل الاجتماعي على مدار الساعة، فيما أعلن المسؤولون بالمخابرات الفرنسية بأنهم لن يسمحوا بأي تجاوزات. وأشارت الصحيفة إلى أن مكتب الإدعاء العام في باريس تلقى من شكوي ضد الصحيفة بدعوى «التحريض على الكراهية»، من منظمة تدعى «الرابطة السورية من أجل الحرية». وأضافت الصحيفة أن السلطات الفرنسية وضعت باريس تحت الحراسة المشددة بعد مخاوف من تنظيم تظاهرات كبيرة للمسلمين بعد صلاة الجمعة، كذلك وضع المصالح الأمريكية والبريطانية تحت «حماية خاصة»، حيث تم نشر سلسلة من الكاميرات المنفصلة والمتنقلة لتصوير ومراقبة هذه المواقع الحساسة. أما صحيفة «لوموند» فقد كان موقفا شديد الوضوح من الرسوم المسيئة، فاعتبرت أن هذه الرسوم المسيئة لا تدل إلا عن «ذوق سيئ» وتهدف ل«صب الزيت على النار» لنشرها هذه الرسوم في هذا التوقيت. وقال مراسلها من داخل مقر «شارلي إبدو» أن المقر المحاط برجال الأمن المدججين بالسلاح والذين يتأكدون بدقة من هوية الداخل والخارج من مقر «شارلي إبدو» والتي تعرضت لهجوم أدى إلي حرقها في نوفمبر الماضي بعدما نشرت رسوم مشابة مسيئة للنبي محمد. وتستطرد الصحيفة فى وصف المجلة من الداخل فتقول «جلس مدير تحرير (شارلي إبدو) على مكتبه وأمامه نسخة من العدد الذي يحوي الرسوم المسيئة وهو يستعد لإجراء مقابلة تليفزيونية عبر (سكايب) مع قناة إسرائيلية، ويبدو أنه متعب فقد قيل أنه نام 3 ساعات فقط الأربعاء». وتتحدث الصحيفة لأحد راسمي «شارلي إبدو»، ويدعي «ريس»، والتي قالت إنه يبدو «مستخفا» بما يحدث، وبدأ يناقش «فلسفة الحياة» التي تدير الصحيفة قائلا « نحن لا نريد أن نكون خائفين، نحن نتناول الحياة بلغة الخفة والمرح وهي اللغة التي لا يفهمها الأصوليين». وأضاف «لسنا بخائفيين فنحن لم نتقتل أحد برسومنا، ولم نعرض حياة أحد للخطر»، محاولا نفي أن تكون رسوم صحيفته تهدف لأستفزار المشاعر على حد قوله، مداعيا أن ردة الفعل هى ذريعة للمتشددين لتبرير العنف. وتشير صحيفة «لوموند» إلى أن الرسومات التي نشرت الأربعاء، زادت من مبيعات «شارلي إبدو» بنسبة 150%، فقد أعتادت المجلة الأسبوعية بيع 30000 نسخة على مدار الأسبوع، ولكن هذه المرة وصلت مبيعاتها فى أقل من 24 ساعة إلى 75000 نسخة حتى الأن، رغم ارتفاع سعرها المعتاد، وان المبيعات توقفت لان الاحتياطي من الورق الخاص بطباعة المجلة لهذا الاسبوع أصبح «غير كافي»، وأشارت «لوموند» إلى أن الأعداد التي تحوي الرسومات وصلت إلى 70 ألف نسخة كحد أقصى.