أكثر من 200 عضو من أبناء الجماعة الإسلامية تجمعوا أمام سجن المنيا العمومي في انتظار خروج اثنين من قيادات الخارج، وهما الشيخ "رفاعي أحمد طه"، و"عثمان السمان"، عقب حصولهما على إخلاء سبيل في قضية «العائدون من أفغانستان»، والتي حكم عليهما فيها بالإعدام غيابيًّا. الاثنان توجها إلى قسم شرطة المنيا لإنهاء إجراءات الخروج، في أثناء ذلك احتشد أبناء الجماعة يرددون الأناشيد الإسلامية، هاتفين «إسلامية إسلامية»، وفور خروجهما في تمام الساعة الثانية عشرة ظهر أمس، من قسم شرطة المنيا، تعالت التكبيرات والتهليلات وأصوات الأعيرة النارية، في موكب كبير من سيارات الملاكي والميكروباص والدراجات البخارية، جابت شوارع المنيا، حتى وصلت إلى مسجد الرحمن، حيث أدى كل من طه والسمان ركعتي شكر.
وعقب الانتهاء من الصلاة، وبعد التكبير والحمد والثناء، قال طه للمجتمعين «الحمد لله الذي أخرجنا من السجن بعد أن ضاقت بنا السبل»، مقسمًا إن الذي كان يشغله في السجن ليس الخروج وإنما يخرج ويكون لأحد يد عليه في الخروج، قائلا «ولكن بفضل الله ومنته أن منّ الله علينا بخروج لا منة لأحد علينا فيه، كما أننا خرجنا في مشهد من العزة، وقد مكن الله لأبناء الحركة الإسلامية، وأصبحوا على رأس الدولة، وهو في حد ذاته محض ابتلاء لأبناء الحركة». وأضاف "طه" «نحن اليوم لسنا كالأمس، الناس تنتظر منا الكثير وأن الإنسان بقدر ما يعطي لدين الله بقدر ما يدخل في دعوة الناس، حيث إن الدعوة إلى دين الله سلوك وأخلاق قبل أن تكون شعارات»، مشيرًا إلى أنه كان يتوقع خروجه بعد قيام ثورة يناير، ولكنها تأخرت كثيرًا بشكل غير مبرر.
وأشار "طه" إلى أنه دعا الله أن يوفق الرئيس مرسي لما فيه الخير، ويوصيه بتقوى الله، وإرساء قواعد العدل بين جموع الشعب المصري بكل أطيافه وطبقاته، وطالب طه أبناء الحركة الإسلامية بأن يحسنوا ويجتهدوا ويخلصوا لربهم في أدائهم، كما طالب أيضا بإعادة النظر في قضايا السجناء الجنائيين وظروفهم وأن لا تعتمد الدولة في سياستها معهم على الحبس فقط، حيث إن سياسة الحبس تضر بالسجين وبالمجتمع وبالأسرة خاصة، وأن معظمهم دخل السجن، ولم يتعمد ارتكاب أي جرائم، وكثير منهم في قضايا إيصالات وشيكات لشراء ثلاجة أو غسالة وعجز عن دفع (200) جنيه قسطًا، فيخرج من بعدها وقد تعلم كثيرا من فنون الإجرام. وعقب الانتهاء من الكلمة توجهوا إلى بيوتهم فقرر رفاعي طه أن يتوجه إلى مركز أرمنت بمحافظة قنا لزيارة تستمر أسبوعًا كاملا لزيارة عائلته وبلدته التي غادرها منذ ما يقرب من 30 عامًا ثم يعود بعدها إلى مقر إقامته مجددًا بمحافظة المنيا.
الشيخ "رجب حسن" - أمير الجماعة الإسلامية بالمنيا - قال إن قرار إخلاء سبيل أعضاء الجماعة الإسلامية المتهمين في قضية «العائدون من أفغانستان» هو خطوة جيدة إلا أنها تأخرت كثيرًا، مضيفا «أرجو من الله أن يستعملهم في خدمة الدين والوطن فقط»، مضيفا أن النظام البائد كان يبحث عن سُبل لقتل وإعدام قيادات التيار الإسلامي، وأن الذهاب إلى أفغانستان ليس جريمة يعاقب عليها القانون، مؤكدًا أن الجماعة الإسلامية بصدد القيام بعمل احتفالية كبرى لقيادات الجماعة الذين خرجوا من السجن.