يُصرّ وزير الثقافة على أن يحيل الوسط الثقافى والسينمائى فى مصر إلى نيران مشتعلة أتصورها لن تُطفأ.. الرجل يضرب وبكل قرارات وزارة الثقافة عرض الحائط وهكذا يعقد اجتماعًا مع غرفة صناعة السينما ويقرر تعيين عزت أبو عوف رئيسًا لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى متجاهلًا أن هناك مؤسسة تحمل اسم «مهرجان القاهرة السينمائى الدولى» تم إشهارها قبل 14 شهرًا بموافقة الدولة ومعترَف بها دوليًّا وحصلت على دعم من الوزارة بعد أن تتابع على الكرسى ثلاثة وزراء كان آخرهم محمد صابر عرب.. الوزير متخصص فى اللعب، بل إنه حصل مؤخرًا على جائزة الدولة التقديرية بواحدة مماثلة من ألاعيبه، ولكن هذه قصة أخرى تقرؤها فى نهاية المقال. ما حدث يدل على أننا بصدد رجل دولة لا يدرى كيف تُدار مؤسسات الدولة، وكأنه صاحب طابونة يشيل «ألدو» ويحط «شاهين»، المهم أنه يعتقد أنه بكلمتين عن حب مصر يصبح الأمر منتهيًا. الحجة التى يعلنها أنه يخشى على المهرجان من الضياع فى نزاع قانونى بين جمعية كُتاب ونقاد السينما ومؤسسة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى رغم أنه يعلم أن هذا النزاع بين الوزارة وجمعية كتاب ونقاد السينما.
الوزير لا يحترم قرارات الدولة، وفى عهده فقط وقع على عشرات من الأوراق التى تؤكد أحقية المؤسسة فى إقامة المهرجان.
الوزير لأنه فى الحد الأدنى يفتقر إلى المعلومات، أصدر قرارات عشوائية تحدد مصير المهرجان وذلك بعد اجتماعه مع غرفة صناعة السينما.. هل السينما والوسط السينمائى كله تمثّله غرفة صناعة السينما؟ الحقيقة أن الغرفة كيان يضم المنتجين وأصحاب دور العرض والموزعين وهم يمثلون فريقًا واحدًا فقط لديهم مصالح مشتركة ولكنهم لا يعبرون بالتأكيد عن السينما ولا عن إرادة الوسط السينمائى.. الوزير عندما اقتربنا منه فى اللقاء الوحيد الذى جمعنا به كمؤسسة اكتشفنا أنه لا يحترم قراره ولا كلمته قال لنا إنه يقترح ولم يقل قرر فقط يقترح إضافة اسم موظف للمشاركة فى المهرجان ليصبح عينًا للوزارة وأنه يخشى من الإشارة إعلاميا إلى اسم المؤسسة كمنظم للمهرجان قد يضعه فى حرج قانونى قلنا له إننا متمسكون بالمؤسسة الشرعية فطلب أن ندرس الموقف ونعود إليه، درسنا وأرسلنا ولم يردّ لا شفاهة ولا كتابة. من الواضح أن الوزير محاط بعدد من الموظفين أقنعوه أن المهرجان كان سبوبة وغنيمة سنوية ينهل منها البعض فى الوزارة فكيف ببساطة شديدة يسلمها إلى مؤسسة خارجة عن سيطرة كبار الموظفين وهكذا قرر أن يكمل طريق الضياع الذى بدأه بأن لا يحترم تعهدات الوزارة.
الوزير يلعب ع المكشوف.. كلنا نراه هو فقط الذى يتصور أن لا أحد يرى أصابعه.. تابعوا كيف حصل على جائزة الدولة التقديرية.
قبل نحو أربعة أشهر تم اختياره وزيرًا للثقافة وكان عرب فى نفس الوقت مرشحًا لجائزة الدولة التقديرية، وبالطبع لا يجوز أن وزير الثقافة الذى هو رئيس المجلس الأعلى للثقافة التى تمنح جائزة الدولة أن يقبل ترشيحه للجائزة.. صابر عرب كان قد وافق على هذا الترشح وهو يشغل موقع وكيل أول وزارة وعندما أصبح وزيرًا لم يعلن تراجعه، تمسك به على أساس أنه لا أحد سوف يأخذ باله، ولأنه كان يدرك أنه فى أى لحظة سوف تتقدم وزارة الجنزورى باستقالتها بمجرد انتهاء انتخابات الرئاسة وبالتالى سوف يغادر الموقع فأبقى على ترشيحه حتى يضمن الوزارة والجائزة معًا، وعندما اقترب موعد الإعلان عن الجائزة ولم يكن قد حان وقت تقدم الوزارة باستقالتها تذكر أنه لا يجوز من الناحية القانونية أن رئيس المجلس الأعلى للثقافة يوافق على منح جائزة الدولة التقديرية لرئيس المجلس الأعلى للثقافة فقال آسف لقد نسيت، أنا مرشح للجائزة، واعتذر عن منصبه الوزارى.. لو طعن أحد منافسيه الذين لم يحصلوا على الجائزة لانتُزعت منه على الفور.
ومضت أيام قليلة ثم عاد إلى موقعه مرة أخرى وزيرًا للثقافة بعد أن كان «استبن الاستبن» فلقد تتابع على الاعتذار كل من فاروق جويدة وعمرو الشوبكى، ووجدوا أن استبن الاستبن ينتظر فى البدروم فمنحوه الكرسى مرة أخرى.
أيدى الرجل دائمًا تلعب، يسطو على مهرجان ويسرق جائزة، نرى أصابعه وهى تلعب وهو الوحيد الذى يعتقد أن لا أحد يراه!!