لا يشترط وجود حدث فنى أو مناسبة فنية حتى ينفجر شيوخ القنوات الدينية بالسباب والشتائم ضد أهل الفن، ولعنهم، فما دامت القنوات تعمل والشيوخ موجودين فلا مانع من سب فنانة هنا ولعن زميلها هناك، فقد أباح شيوخ الفضائيات الدينية أعراض أهل الفن، وأهدروا دمهم، وكأن الحديث عنهم بأبشع الألفاظ واجب دينى، وتناسوا كل شىء عن تعاليم الدين وسماحته ونهيهه عن اغتياب الغير، فواقعة سب الشيخ عبد الله بدر على قناة «الحافظ» إلهام شاهين، واتهامها صراحة بالزنى والفجور ليست هى الأولى، ولم تكن الأخيرة، فمنذ أكثر من عامين وصف الشيخ عادل عبد الله المخرج خالد يوسف على قناة «الناس» بأنه المخرج بتاع حين مسخرة ساخرا ومستهزئا بالرجل وبفيلمه «حين ميسرة»، وأضاف الشيخ خالد عبد الله «خالد يوسف ده مش بنى آدم ده شيطان»، لم تكن طبعا هذه هى المرة الوحيدة التى يسب فيها المخرج خالد يوسف، لكنها من بين مرات كثيرة تعرض فيها المخرج للسب بألفاظ نابية، وآخرها ما قاله عبد الله بدر على قناة «الحافظ» عندما وصفه بالمخرج الماجن، نفس الشيخ وصف نور الشريف بالملعون وفاروق الفيشاوى بالديُّوث. وبعودة إلى الوراء قليلا نجد الشيخ خالد الجندى عبر قناة «أزهرى» يقول على عادل إمام إنه «حتة ممثل»، وإنه «هلفوت» ساخرا من رجل يمارس مهنته تحت سلطة القانون دون أن يتعدى على حرية أحد، عادل إمام هو أيضا من قال عنه الشيخ خالد عبد الله بأنه شارب الخمر، ولا يترك الكأس من يده، وكأنه شاهده وهو يفعل هذا، الشيخ خالد عبد الله ربما هو تفرغ فقط للتعليق على الفنانين، وكل ما يتعلق بالفن، هو من وصف إعلانات مسلسلات رمضان العام الماضى بأنها محرضة على الدعارة والشهوة، وهو نفس الشيخ الذى سب هالة فاخر، وقال لها: «احترمى نفسك»، بالطبع لا يمكننا أن ننسى هنا رسالة الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين التى افتتح بها رمضان، مشيرا فيها إلى أن مسلسلات رمضان تعتبر خطة متعمدة لإفشال مشروع التقوى.