«أسامة الغزالي»: مصر في المركز 43 بين الدول الأكثر فشلاً في الإصلاح.. وال 49 بين الدول اللاديمقراطية بدراوى والغزالى حرب فى مؤتمر الإصلاح العربى بالإسكندرية بقصيدة «نزار قباني» متي يعلنون وفاة العرب لخص المشاركون في مؤتمر الإصلاح العربي الذي عقد بمكتبة الإسكندرية للسنة السابعة علي التوالي حال الأنظمة العربية وغيابها الكامل عن المشاركة في النظام العالمي الجديد وتجاهلها المستميت لاتخاذ أي خطوات نحو الإصلاح، ولم ينف المشاركون في المؤتمر أنهم يكررون نفس حديثهم عن الإصلاح منذ سبع سنوات وأن لا شيء يحدث ولا شيء ينفذ وأن حكوماتهم العربية لا تتخذ أي خطوات نحو إصلاح حقيقي، وتتجاهل عن عمد جميع التوصيات الصادرة عن المؤتمرات السابقة، ولم يجد الدكتور «حسام بدراوي» أمين التعليم بالحزب الوطني غضاضة في أن يقرأ قصيدة «نزار قباني» متي يعلنون وفاة العرب في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي عقد في عامه السابع تحت عنوان «عالم يتشكل من جديد.. أين دور العرب؟»، ونعي «بدراوي» حال العرب. واعترف «بدراوي» بأسي بأن كل ما يقوله اليوم من الإصلاح قاله علي مدي ست سنوات مضت وأنه لا شيء ينفذ، وأبدي إصراره علي أنه سوف يعيد حديثه عن الإصلاح حتي يتحقق، محملاً طرق التعليم في البلدان العربية جميع السوءات التي تعانيها الشعوب العربية من عدم قدرة التغيير والمبادرة، قائلاً: «نحن صنعنا بشبابنا ما يعانيه اليوم» نحن وضعناه في إطار، نحن صنعناه واخترنا مناهجه واخترنا أساتذته، ثم نقول اليوم إن شبابنا سلبي ولا يناضل من أجل الإصلاح، ووصف «بدراوي» استدامة السلطة دون مساءلة بأنها تخلق دوائر فساد وتقضي علي أي فرص للإصلاح. وقال إن الناس يجب أن تكون لديها أمل في قدرتها علي أن تختار من تراه مناسباً، ورأي «بدراوي» أنه لا يمكن أن نطالب المواطن بالانتماء إذا لم يكن يستطيع أن يأخذ حقوقه بكرامة وعزة وبجودة عالية. في حين لخص دكتور «أسامة الغزالي حرب» رئيس حزب الجبهة الديمقراطية أزمة الإصلاح في العالم العربي في أن السياسيين ليسوا جادين في طلب الإصلاح وتحقيق الديمقراطية، وقال: «أعلم أننا نكرر ما سبق وأن قلناه من قبل، ولكن ليس أمامنا إلا عقد المؤتمرات للمطالبة بنظام ديمقراطي سليم»، وقال «حرب» إن الأنظمة العربية تتحجج دوماً بالصراع العربي الإسرائيلي والثروة النفطية لعدم اتخاذ خطوات نحو الإصلاح والتضييق المستمر علي الحريات السياسية، ورأي أن الديمقراطية أكثر سهولة في التطبيق في الدول الإسلامية غير العربية، وأشار إلي تقرير مجهلة «الإيكونوميست» الذي ذكر أن مصر تحتل الترتيب ال 43 في الدول الأكثر فشلاً في تحقيق الإصلاح والترتيب ال 49 في الدول اللاديمقراطية. وأعفي الدكتور «إسماعيل سراج الدين» مدير مكتبة الإسكدرنية ورئيس الجلسة الافتتاحية المنصة من الإجابة عن تساؤل حول ترشيح «البرادعي» لرئاسة الجمهورية، وقال إن الحديث حول هذا سيكون مناسباً أكثر علي العشاء، وأبدي سراج الدين أسفه علي حال البلدان العربية وقال إن العرب ليسوا مدعوين للمشاركة في النظام العالمي الجديد، وأنهم حتي هذه اللحظة لم ينجحوا في تخطي خلافاتهم المزمنة أو حتي إقامة سوق عربية مشتركة أو عملة موحدة كما فعل الاتحاد الأوروبي ورفض سراج الدين القول إن الديمقراطية ضرورية من أجل التنمية قائلاً: إن الديمقراطية هدف وليست وسيلة وإنها ليست لشيء إلا لحماية حقوق الإنسان. في حين رأت الشيخة موزة المالكي أن الشعوب العربية مقهورة وأن أحدًا لا يستطيع أن يواجه رئيسه، وأن هناك قمعًا في كل المجتمعات العربية. ونقلت عن الرئيس الليبي معمر القذافي تعريفه للديمقراطية عندما قال: «ديموقراس» هي كلمه إنجليزية لا أظن أن لها ترجمة عربية سوي كلمة ديمومة الكراسي». وفي إحدي جلسات المؤتمر حول حال العلاقات العربية قال الدكتور علي الدين هلال - أمين الإعلام بالحزب الوطني ووزير الشباب السابق- إنه يعلم حجم التردي والتحديات التي تواجه البلدان العربية، داعيًا إلي عدم فقد الأمل في الإصلاح وقال «اللي منكم يقدر يعمل حاجة تؤدي إلي التغيير والإصلاح وبناء الديمقراطية يعملها» وتحدث هلال عن الاختراق الخارجي للبلدان العربية مثل محاولة فرض الإصلاح من الخارج والوجود العسكري المباشر في بعض الدول العربية. وأبدي أسفه أن بعض الدول العربية لم تعد تخجل من هذا الوجود العسكري الأمريكي علي أراضيها بل إنها صارت تحتفل به». وفي ذات الجلسة قال يحيي الجمل- إيران رغم كل تحفظاتي عليها فإنها في خلال 30 سنة مر عليه 4 رؤساء وفي خلال ال 30 سنة هذه لم يتزحزح رئيس عربي واحد عن موقعه، وكلهم منشغلون بحماية مقاعدهم. واللي عنده ابن عايز يورثه الحكم واللي مش لاقي له ابن بيدور علي جوز بنته يورثه الحكم. وفي جلسة العلاقات الإقليمية التي ترأسها يحيي الجمل هاجم سفير عراقي سابق الدول العربية، وقال إنها شاركت بلا استثناء في احتلال العراق وسقوط بغداد وهو ما رد عليه الجمل بقوله «لم أبك في حياتي يومًا بعد وفاة والدتي إلا يوم سقوط بغداد». وتساءل بعض المشاركين في المؤتمر حول جدوي الإصلاح العربي إذا كان كثير من العرب المشاركين في المؤتمر وكذلك الشباب العربي الذي شارك في مؤتمر الشباب العربي- الذي عقد بالتزامن مع مؤتمر الإصلاح - عاجزين عن الحديث باللغة العربية حتي إن إحدي الفتيات العربيات اضطرت لوضع سماعة للترجمة إلي اللغة العربية وهي جالسه علي المنصة في إحدي جلسات المؤتمر، وقبل أن ينفض مؤتمر الإصلاح العربي وتعرض توصياته التي ستستقر حتمًا في الأدراج بجوار توصيات الدورات الست السابقة للمؤتمر سألنا دكتور ماجد عثمان - رئيس مركز المعلومات ودعم واتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء- حول جدوي مؤتمرات إيمان الأشرافالإصلاح فقال في تصريحات خاصة ل« الدستور»: المؤتمرات لوحدها مش كفاية لأن المؤتمرات مش هي اللي هتغير الدنيا، لكنها تساعد في إيجاد نقاش عقلاني وتثير رأيًا عامًا، وأري أننا لازم نبذل الجهد الكافي ونصبر حتي نحقق أهدافنا. وقال عثمان إنه يعلم أن هناك إحباطًا عامًا لعدم حدوث تغيرات ناجمة عن مؤتمرات الإصلاح، مرجعًا ذلك إلي أن العالم العربي لا يتغير بسرعة وأضاف «دعونا لا نستعجل الإصلاح الأهم إنه يحصل في الاتجاه السليم». أما الدكتور عمرو الشوبكي- الباحث في مركز الأهرام الاستراتيجي- فقال في تصريحات خاصة ل «الدستور» حول جدوي مؤتمرات الإصلاح «مازلنا في مرحلة الدردشة والحديث عن الإصلاح، لكن حتي الآن لم يحدث أي خطوة نحو الإصلاح من صناع القرار. ولا أتوقع أن يحصل إصلاح إذا لم تكن هناك ضغوط شعبية حقيقية تجبر الحكومات علي الإصلاح لأنه طالما كانت مطالبات الإصلاح مقصورة علي النخبة المثقفة فليس واردًا أن يحدث إصلاح أو أن تستجيب الحكومة وسيظل الوضع علي ما هو عليه.. حيث يقول المثقفون ما يشاءون وتفعل الحكومة ما تشاء.