لم يكن يوما لاعبا عاديا، ولم تكن مهارته مثل أقرانه، وعندما لعب للأهلى كان نقطة فاصلة فى تاريخ القلعة الحمراء، إنه «الكوبرا الخطير»، الأسطورة محمود الخطيب الذى صنع وفقا لإحصائيات مكتوبة نصف جماهيرية النادى الأهلى فى السبعينيات، وقبل توقف كرة القدم فى الفترة بين عامى 1967 و1974 كان الأهلى يمر بأزمة حقيقية فى النتائج، ولم ينجح الفريق الأحمر فى تحقيق بطولات تذكر فى تلك الفترة حتى عادت كرة القدم ومعها ظهر فريق تلامذة النادى الأهلى بقيادة الشاب الصغير محمود الخطيب ومع «بيبو» الاسم الأشهر له، بعد ذلك صنع الأهلى تاريخا عريضا من البطولات حصل فيها الأهلى على أكثر من 11 بطولة دورى عام فى الفترة من 1974 حتى 1987، وهو العام الذى اعتزل فيه الأسطورة محمود الخطيب، وحقق الأهلى 5 بطولات لكأس مصر كان أهمها على الإطلاق بطولة عام 1978 الشهيرة التى لعب فيها بيبو اللقاء النهائى فى آخر ربع ساعة أمام الزمالك وهو مصاب، والأهلى متأخر بهدفين مقابل هدف ليقلب الخطيب اللقاء ويحول الهزيمة إلى فوز تاريخى للأحمر بأربعة أهداف مقابل هدفين. أما على المستوى الإفريقى فقد صنع الخطيب حتى اعتزاله كل تاريخ الأهلى الإفريقى فى بداية الثمانينيات، وكان «الخطير» هو القاسم المشترك فى بطولات الأهلى الخمس على المستوى الإفريقى فى الفترة بين عامى 1981 و1987 ولعب الأهلى 6 نهائيات بين بطولتى دورى الأبطال الإفريقى وكأس أبطال الكؤوس الإفريقى، وخسر الأهلى نهائيا واحدا من الستة عام 1982 أمام كوتوكو الغانى، وأحرز محمود الخطيب 38 هدفا حافظت له على لقب الهداف التاريخى للبطولات الإفريقية حتى هذا العام عندما ضرب مابى موبوتو مهاجم مازيمبى الكونغولى رقم الخطيب بعد أن صمد الرقم لأكثر من عشرين عاما.
ولم يكتف الخطيب بالإنجازات مع الأهلى فقد قاد بيبو المنتخب المصرى للوصول إلى أوليمبياد لوس أنجلوس عام 1984، وحقق مع المنتخب المصرى لقب كأس الأمم الإفريقية عام 1986 بعد غياب عن اللقب لمدة 27 عاما.
أما على صعيد الإنجازات الشخصية فيكفى محمود الخطيب فخرا أنه اللاعب المصرى الوحيد الذى حصل على لقب أحسن لاعب فى إفريقيا عام 1982 فى استفتاء مجلة «فرانس فوتبول» الذى كان هو الاستفتاء الرسمى قبل أن يقوم الاتحاد الإفريقى بعمل استفتاء منفصل عن المجلة.
صنع الخطيب نصف شعبية الأهلى وأعاد إلى الفريق الأحمر هيبته التى كانت على وشك الضياع بعد فترة الخسائر فى الستينيات، وبنى الأهلى بعد الخطيب شعبيته، وهناك الكثير من الناس يقارن بين الخطيب وأبو تريكة، لكن هناك فارقا كبيرا، فقد أتى أبو تريكة إلى الأهلى وهو صاحب الشعبية الكبيرة، لكن الخطيب كان مع فريق سمى التلامذة لصغر كل أعضائه وصنع تاريخا للأهلى لم يصنعه غيره، وعندما يذكر اسم الخطيب يذكر اسم الأهلى، لأن العلاقة بين الخطيب والأهلى ليست علاقة بين لاعب وناد، وبين نائب رئيس ناد وناديه. العلاقة بين الخطيب والأهلى هى علاقة الروح بالجسد، من الممكن أن تمرض لكنها لا تنقطع، وسيبقى بيبو هو الأهم والأفضل فى تاريخ القلعة الحمراء.