بعنوان «إسرائيل مستمرة فى فقد معارفها وأصدقائها القدامى»، قال بوعز بيسموط، السفير الإسرائيلى الأسبق بموريتانيا، فى مقال له بصحيفة «يسرائيل «هيوم» العبرية إنه من الصعب القول إن الثورة المصرية الثانية التى جرت أول من أمس -واصفا بذلك إقالة مرسى المشير طنطاوى ورئيس الأركان عنان- كانت مفاجأة. وأضاف «كما فى أى سيناريو معد سلفا، قام الإخوان المسلمون ممثلين فى الرئيس المصرى بالإطاحة بالجيش، ووضعوا حدا للنظام المصرى ذى القيادتين، أى الإخوان والمجلس العسكرى، لافتا إلى أن مرسى يشعر بالثقة فى النفس؛ فقد قام بإلغاء الإعلان الدستورى المكمل، والذى منح المجلس العسكرى كل الصلاحيات، كل هذا كان متوقعا، لكن ما لم يكن فى الحسبان وما يثير الخوف أن يحدث هذا بسرعة، وماذا عن عملية السلام مع تل أبيب، فى البداية فقدنا مبارك، والآن الجيش، كل ما تبقى لنا استراتيجيا هو الاعتماد على الإخوان المسلمين، وهو أمر لا يبشر بخير.
وقال «فى البداية كان التعاون الوثيق بين القوتين الكبيرتين بالدولة المصرية، الجيش والإخوان المسلمين، اللذين اتحدا رغم الكراهية التاريخية بينهما للإطاحة بالشباب الليبراليين، بطل ميدان التحرير»، وكان واضحا أن الحديث يدور عن ائتلاف طبيعى، وكان واضحا أن هناك مواجهة من النوع الثقيل ستندلع وتنشب بينهما لتحديد من هو صاحب البيت فى نهاية الشوط، الهجوم الإرهابى على رفح أعطى للإخوان الفرصة ليس فقط لتطهير سيناء من الإرهاب وإنما لتطهير مراكز القوى بالقاهرة من الجيش، وعلى رأسهم طنطاوى ذو ال76 عاما، الذى استقر كالهرم فى مكتبه بوزارة الدفاع منذ عام 91.
ولفت السفير الإسرائيلى الأسبق إلى أنه كان مفهوما أنه «عندما تأتى لحظة التصادم بين العملاقين، سيفوز الإخوان المسلمون؛ خصوصا أن لديهم الشارع وواشنطن، والمصداقية التى منحتها لهم الانتخابات البرلمانية والرئاسية»، مضيفا «لقد زرت مصر كثيرا عام 2011 واكتشفت أن سلطة الإخوان خرجت من الأحياء للمدن، من غير الواضح هل يمكنهم إدارة دولة لكن عندما يمنحهم رئيس الولاياتالمتحدة دعما وتأييدا وعندما يقوم المواطن المصرى بانتخابك فى صناديق الاقتراع، فإنه لا يوجد سبب لإدارة الدولة من قبل الجنرالات، هذه ليست ديمقراطية، مرسى استوعب هذا وأدركه».
وختم تقريره بالقول «خطوة مرسى هى أكثر من خطوة درامية؛ فهو لم يطح فقط بطنطاوى، رئيس المجلس العسكرى لوضع حد لنظام الحكم الثنائى، لكنه فعل أكثر من هذا؛ بالإطاحة بسامى عنان، رئيس الأركان الذى رأى فيه كثير من المصريين الرجل المناسب لخلافة الرئيس السابق حسنى مبارك، وإذا أضفنا الإطاحة بمراد موافى رئيس المخابرات العامة، سنعلم إلى أى درجة تستمر تل أبيب فى فقد معارفها وأصدقائها القدامى بمصر»