لم تعد المهنية تحكم سلوك كثير من المؤسسات الصحفية، ورغم أن بعضها كان منذ فترة قريبة يتمتع بسلوك مهني ولا تستطيع الصحيفة خاصة العريقة منها أن تتجاوز قواعد المهنة أو تخرج عنها حتي لو كان ذلك عن طريق الخطأ أو عدم القصد وتعتذر لقرائها عما يحدث نتيجة لذلك، لكن يبدو أن الأهرام أعرق الصحف المصرية لم تعد تلزم بذلك ولم تعد تتأثر بهذه القواعد وأخذت تجاري بعض الصحف التي لا تلتزم بأخلاقيات المهنة وتدعي وتنسب لنفسها أشياء ليست من صنعها اعتقادا منها أن القارئ ربما يكون غافلا أو جاهلا أو لا يقرأ سوي الأهرام نفسها، وما حدث مؤخرا هو ادعاء الأهرام أنها أول من أجرت حوارا مع محمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان السابق بعد بدء التحقيقات معه في الاتهامات المنسوبة له باستغلال نفوذه ومنح أقاربه أراض تابعة للدولة، الحوار الذي أجراه مدير تحرير الجريدة قال فيه بالحرف الواحد إن إبراهيم سليمان "تحدث في أول حوار صحفي له في الصحافة المصرية والعربية بل وفي كل وسائل الإعلام منذ خروجه من الوزارة في عام 2005 وحتي اليوم بعد أن أصبحت قضيته علي صفيح ساخن». متجاهلا ومتناسيا الحوار الذي أجراه الزميل مجدي دربالة في أخبار اليوم قبله بأيام، وكأن أخبار اليوم لا يقرأها أحد أو تعتبر من صحف بير السلم التي لا توزع سوي نسخ قليلة ولا يعرف الناس ماذا تكتب، الدستور أخذت رأي دربالة فيما جري فقال إن قصة الحوار الذي أجراه مع محمد إبراهيم سليمان كانت عادية جدا حيث طلب منه ممتاز القط رئيس التحرير عمل حوار مع سليمان بعد كثرة الأخبار الخاصة بقضيته في الصحف ووسائل الإعلام، حيث قام بالاتصال به إلا أن الوزير السابق كان يمانع بعض الشيء في إجراء حوار معه إلا أنه وافق بعد ذلك وطلب عدم تصويره في الحوار لكن الحديث لم يتناول التحقيقات وتفاصيل القضية المطروحة حاليا علي الساحة، وبالفعل تم إجراء الحوار ونشر علي صفحة كاملة، ويكمل دربالة أنه عرف أن مدير تحرير الأهرام قام بإجراء حوار مع الوزير السابق إلا أنه فوجئ بالأهرام تنشر أنها أول وصحيفة تقوم بإجراء حوار مع الوزير متجاهلة بذلك أخبار اليوم والتي تعد أكثر توزيعا من الأهرام، معتبرا أن نشر صور للحوار ليس معناها أن يتم تجاهل حوار الأخبار عن عمد أو دون عمد، ويضيف دربالة أنه لو قام بمثل هذه الفعلة في جريدته لشعر بالخجل لأن الصحف الصغيرة وغير المقروءة نفسها لا تستطيع أن تقوم بهذه الفعلة غير المهنية وتتنافي مع الأعراف الصحفية رغم أن الحوار الذي أجرته الأهرام كان جيدا وأشار دربالة إنه قام بالاتصال بالصحفي الذي أجري الحوار إلا أنه لم يرد. بقي التذكير بأمر هو أن مدير تحرير الأهرام الذي ادعي أنه قام بانفراد غير مسبوق هو نفسه الذي يقوم بعمل تحليلات غريبة و غير منطقية ولا يصدقها العقل عن جماعة الإخوان المسلمين وما يزعم أنها معسكراتهم وطرق تدريبهم، وأيضا عن حركة حماس في قطاع غزة وتحالفاتها مع حزب الله اللبناني، رغم أن كل ما يكتبه لا علاقة له بالتحليل السياسي أو الأمني نظرا لغرابته وصعوبة فهمه من قبل القراء الخبراء منهم والعاديون.