وكاننا لم نكن نعيش فى مصر ..اوهبطنا عليها من المريخ .. لنجد شوراعها وعشوائياتها من جنات عالمية .. تحولت بين عشية وضحاها الى ناطحات سحاب مصرية من صروح القمامة الشامخة..اما عن ازمات المرور وانقطاع الكهرباء واخواتهم واصهارهم فحدث ولاحرج.. وكله بسبب هذه الثورة "النحس" ..هكذا يتباكى ابواق النظام "المبارك" و"يندبون" مصابهم الاليم من امن "مغيب" وازمات "منتجة" بالجملة.. بعد رخاء سابق لامثيل له من قبل او من بعد ..والدليل.. هذه الجبال الشاهقة من القمامة العامرة باطنان الغذاء والرفاهية "الراحلة".. المهم الان هو ان الرئيس المنتخب الذى جاءت به الثورة .. مطالب باصلاح ما افسده النظام المخلوع على مدى 30 عاما وفى مائة يوم كما وعد..وربما قبل الانتخابات .. وبغض النظر عن النص الحرفى للبرنامج..فمن الممكن استعادة الامن كما كان عليه قبل الثورة.. بشرط توافر ارادة ونوايا صادقة من جانب جميع الاطراف المعنية (بمن فيهم التيارات المتربصة بالرئيس المنتخب بعض النظر عن الاسباب والدوافع.. ويشمل ذلك وجوب استعادة الرئيس لصلاحياته المنقوصة) وهذا ليس موضوعنا الان.. المهم ان هناك ازمات مزمنة كالمرور والنظافة (المدرجة مثلا فى البرنامج المئوى)..تؤكد الحسابات المدروسة انه بالامكان فقط ..ازالة آثار ماتم افساده بعد الثورة .. وليس القضاء على هذه الازمات نهائيا.. مثلا مشكلة النظافة تفاقمت بشكل هائل بعد حل المحليات وغيرها من ذيول النظام "المبارك "بسبوباته او "حنفيات" خيراته المتدفقة !.*** ايضا ولاننا من كوكب آخر..فقد فوجئنا بطوابير طويلة من السيارات المصطفة بمعرفة اجهزة" تنظيم الوقوف" (المرور سابقا) لساعتين او ثلاث واكثر فى كافة الشوارع.. وبالطبع فان الحامل يمكن ان تلد فى اشارة "الوقوف" اما عن الخسائر المالية الضخمة بالنسبة للانتاج وغيره فحدث ولاحرج..ومع ذلك "فعين الحسود يندب فيها عود" بالنسبة لما نمتلكه من سيارات( حتى لو كان العديد منها يصلح للعرض فى المتاحف) لكنها انجازات نظام " الفراعين السابق" الذى افترينا عليه و"مفيش حلاوة من غير نار".. اى ان "طوابير " الوقوف الممتدة" ليست وليدة الثورة .. صحيح انها ضمن اولويات برنامج المائة يوم.. لكن "حبابيب الرئيس محمد مرسى" وبقدرة قادر ومسبقا حملوه مسئولية الاختناقات المرورية المزمنة ليس فى مصرفقط ولكن فى كل بقاع الارض.. نفس الشىء بالنسبة لانقطاع الكهرباء او حتى اى مشكلة بين زوجين اوجارين..وبالمناسبة ازمة المرور تعانى منها وشاهدتها فى نيويورك وواشنطن ولندن وباريس وموسكو.. وماسبق لايعنى ان نرفع الراية البيضاء..لكن يجب وفى كل المجالات.. ان نبدا من حيث انتهى الاخرون.. اى نستعين بتجارب الدول الاخرى( خاصة المماثلة والملائمة لامكانياتنا على كافة الاصعدة).. ويا حبذا لو ركز الاعلام الحكومى والخاص على اداء رسالته التنويرية.. لنشر ثقافة الانضباط والنظام..بدلا من تصيد زلات لسان او تضخيم الاحداث والحوادث رغم ان معظمها عادى.. اوسبق ان حدث العديد مثلها ..او يمكن ان يحدث فى دولة بحجم وتعداد مصر.. ولايعنى ذلك التقليل او التهوين من خطورة الانفلات الامنى و البلطجة وغيرها من الجرائم الغريبة على الشارع المصرى وهذه اولوية عاجلة كمااشرنا.. وبالتالى فان الحملة الشعبية من اجل وطن نظيف.. تستهدف اولا ازالة آثار"حرب الذيول الاولى"..ثم الارتقاء بالنظافة على الصعيدين الفردى والعام.. وهذا لايمكن ان يتحقق سوى بالنوايا المخلصة..خاصة من جانب فضائيات وصحف "التربص "الملاكى" بمرسى"تحسبا لضرب برنامجه المئوى "بكرسى" جاهز قبل الهنا بسنا"..ربما قبل ان يخوض انتخابات الرئاسة هو اوسواه من غير المرغوب فيهم ..من جانب الحافظين "لجمايل عهد "الخيرللركب".